في مشهد من المشاهد السوريالية وقع في روسيا، قال الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو لمضيفه الرئيس بوتين عن مجموعة مرتزقة فاغنر سيئة السمعة: "إنهم يريدون الذهاب إلى الغرب، ويطلبون مني الإذن [...] للذهاب في رحلة إلى وارسو، أو إلى رزيسزو".
جعلت ملاحظته وجه الرئيس الروسي يفتر عن ابتسامة مرحة بعض الشيء، قبل أن يضيف لوكاشينكو: "لكنني بالطبع سأحتفظ بهم في وسط بيلاروسيا، كما اتفقنا". كان بالطبع يشير إلى الاتفاقية التي يُزعم أنه توسط فيها بعد أن أطلق رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين مسيره نحو موسكو، قبل أن يتراجع في اللحظة الأخيرة، حين كاد يصل إلى المدينة. ولكي يثبت صحة قوله، قال لوكاشينكو إنه كان يتحكم "فيما يجري برباطة جأش"، مشيرا إلى فاغنر، مضيفا أن مقاتلي المجموعة كانوا في مزاج سيئ".
بكل المقاييس، فإن التأكيد على أن المرتزقة الروس يستعدون لغزو بولندا، أو حتى الانخراط في ما يمكن تسميته "طرفا مهاجما"، هو ادعاء بعيد عن الواقع، فمقاتلو الجماعة لا يزالون في الوقت الراهن يتعافون من محاولة الانقلاب الفاشلة التي قاموا بها مؤخرا، وهم يقيمون في خيام مؤقتة داخل معسكر في بيلاروسيا. ولا يزال مدى تأثر القوى العاملة للجماعة بعواقب التمرد الفاشل غير مؤكد، وثمة احتمال في أن لا يكون جميع الأعضاء الذين كانوا موجودين قبل 23-24 يونيو/حزيران الماضي (اليوم الذي انتهى فيه التمرد) حاليا في بيلاروسيا.