هوليوود: المشهد الذي حضّر له المخرج ريدلي سكوت ظهر 14 يوليو/تموز كان مشهد صراع في ميدان روماني على غرار تلك الميادين التي اشتهر العصر الروماني بها وتناقلتها أفلام تاريخية عدة من بينها فيلم سابق للمخرج سكوت نفسه هو "المجالد" Gladiator سنة 2000.
"المجالد 2"هو في الواقع مكمّل للفيلم السابق. والتصوير يجري في مواقع بجزيرة مالطا التاريخية. وقد توزّع الجنود والمصارعون وسط الميدان في انتظار كلمة "أكشن" وحولهم نحو ألف من الممثلين الفعليين، كون سكوت يرفض الاستعانة بالمؤثرات الخاصة في مثل هذه الأفلام.
فجأة تلقى المخرج العتيد خبرا مفاده أن أن نقابة الممثلين الأميركية Screen Actors Guild أو SAG اختصارا، قرّرت إضرابا فوريا ومفتوحا عن العمل يشمل كل المشاريع الجاري تصويرها. وبدلا من كلمة "أكشن"، صاح سكوت "ستوب". فتوجه الحاضرون تبعا لذلك، كلّ إلى فندقه أو منزله.
مهّدت الأيام القليلة السابقة الطريق أمام الإضراب الواسع. كانت نقابة كتّاب السيناريو Writers Guild of America أوّل من نادت به ونفّذته: لن يكتب أحد أي سيناريو أو يكمل كتابته إلا بعد موافقة هوليوود على شروط تتضمّن توزيعا عادلا للثروة التي تجنيها من وراء توزيع الأفلام أو بيعها على المنصّات الخاصة بشركاتها أو سواها. إلى ذلك، على هوليوود التزام كتّاب النقابة بوضوح وذلك على ضوء المنافسة المحتملة للذكاء الاصطناعي ومشتقاته، مثل "تشات جي بي تي" الذي يستطيع "كتابة" سيناريو من دون الحاجة إلى كاتب. وقد تضمّنت مطالب النقابة ألا تلجأ شركات واستديوهات هوليوود إلى استخدام الذكاء الاصطناعي إلا كأداة بحثية.
حين تعثّرت المفاوضات انطلق أعضاء "نقابة الكتاب الأميركية" (نحو 22 ألف منتسب في الساحل الغربي وحده) في إضراب انطلق في 2 مايو/أيار الماضي ولا يزال مستمرّا. عززه بلا ريب نزول أعضاء نقابة الممثلين (نحو 116 ألف عضو في كامل الولايات المتحدة) إلى الشارع عندما رفضت مطالبهم المماثلة ومحورها زيادة الأجور وتسديد نسبة من العروض وأنواع التوزيع المستحدثة.
وقد عنى إضراب الكتّاب ألا يكتب أي عضو في النقابة سطرا واحدا حتى وإن كان تعاقد على عمله قبل الثاني من الشهر الماضي، وهذا شكل عبئا فوريا على الأعمال والبرامج التلفزيونية وأخّر بدء العمل على الأفلام التي كانت على وشك التصوير.
ردّ هوليوود على هذا الإضراب كان لنرى من سيصرخ أولا. لكن إضراب نقابة الممثلين لم يعزز إضراب الكتّاب فحسب، بل فتح جبهة جديدة توقفت على أثره كل الأفلام التي كانت في مرحلة التصوير وبعضها من الإنتاجات الكبيرة مثل "المجالد 2" وDune 2 وغيرهما.