وكانت الشرطة السويدية قد منعت في فبراير/شباط موميكا من حرق مصحف خارج السفارة العراقية على أساس أن القيام بذلك قد يتسبب في اضطراب عام حتى لو استشهد بحقه في حرية التعبير. ولكن محكمة إدارية ألغت الحظر الحكومي في أبريل / نيسان، وحكمت بأن الحق في التجمع والحق في الاحتجاج محميان بموجب القوانين الدستورية السويدية والنظام الديمقراطي.
شهر محرم هو واحد من الأشهر الأربعة التي تعتبر أشهرا حرما في التقويم الإسلامي. وفي اليوم العاشر من الشهر، يوم عاشوراء، يحتفل المسلمون الشيعة في جميع أنحاء العالم، ويحيون ذكرى وفاة حفيد الرسول محمد، حسين بن علي الحسين، في معركة كربلاء عام 680 م.
يجدر بالذكر أن العديد من المشاركين في الهجوم على السفارة بدا أنهم من أنصار الصدر، الذي، على الرغم من حصوله على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2021 ، فإن أنصاره لم يعودوا في البرلمان بعد استقالاتهم الجماعية في يونيو/حزيران 2022 بعد فشل البرلمان لعدة أشهر في تشكيل حكومة.
وكان أنصار الصدر قد قاموا في أغسطس/آب من العام الماضي – وفي درجة حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية، كما نشهد هذه الأيام في بغداد، باحتلال أجزاء من "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين في بغداد، ولم يغادروا إلا حين أمره الصدر بذلك، بعد اندلاع أعمال عنف كبيرة لما يقرب من 24 ساعة، ما خلف عشرات القتلى. ويؤكد مشهد المئات وهم يندفعون لمغادرة "المنطقة الخضراء" في غضون ساعة واحدة، حين أمرهم الصدر بذلك، يؤكد مقدار السلطة التي يمتلكها الرجل، وبخاصة بين الشباب والمحرومين.
الحكومة الحالية مدعومة من قبل فصائل وأحزاب شيعية متعددة منافسة للصدر وتشكل جزءًا من محور في المنطقة بقيادة إيران، أو محور "المقاومة" كما يسمون أنفسهم. ولم تؤد الحكومة اليمين الدستورية، التي شكلت في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلا بعد أن أعلن الصدر الانسحاب من السياسة.
واستمر تبادل هجمات الكرّ والفرّ البسيطة نسبيا من قبل الفصيلين المتناحرين سياسيا في الأشهر الأخيرة، ولكن كليهما اعتبر حرق نسخة من المصحف، إهانة خطيرة للإسلام.
وفي بيان صدر في وقت مبكر من مساء الخميس، حث اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة "إخواننا المواطنين والمتظاهرين السلميين على التعرف والتعامل مع أي أفراد مخربين يحاولون صرف الاحتجاجات عن طبيعتها السلمية والمحمية دستوريا. من خلال القيام بذلك، يمكننا ضمان احتفاظ التظاهرات بشرعيتها والاستمرار في دعم غرضها الصحيح".
ويبدو أن أمر رئيس الوزراء للسفير السويدي بمغادرة البلاد قد لقي استحسانا من قبل العديد من العراقيين الذين شعروا منذ فترة طويلة بأن الدبلوماسيين الغربيين لا يحترمون السكان المحليين. كما أنها كانت خطوة جمعت الفصيلين الشيعيين المتنازعين معا، على الرغم من أنها قد تكون لها تداعيات خطيرة على العلاقات الخارجية ومناخ الاستثمار في العراق.
فبعد ساعات فقط من الخلاف الدبلوماسي الأخير، علق العراق رخصة عمل شركة الاتصالات السويدية العملاقة للاتصالات، إريكسون.