انسحاب روسيا من اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب نذير شؤم حول ما ستسير عليه الحرب في أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، ذاك أن الاتفاق الذي مضى عليه عام، انطوى على معان عدة يطيح الموقف الروسي الأخير بها جميعا.
واحد من أهم معاني الاتفاق الذي جرى التوصل إليه برعاية تركية وأممية، كان إخراج القمح وهو سلعة استراتيجية من الصف الأول، من الصراع الروسي- الأوكراني وإزاحة شبح الجوع عن الدول الأكثر فقرا وتأثرا بالتغيرات المناخية التي تنعكس جفافا قاسيا وانخفاضا في معدلات الإنتاج. هذا الشبح عاد بقوة حيث يعيش العالم واحدا من أكثر مواسمه الزراعية سوءا بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة. وهو ما عبّر عنه كبير موظفي وزارة الخارجية في كينيتا كورير سونغ أووي الذي وصف القرار الروسي بـ"الطعنة في الظهر" نظرا إلى انعكاساته على الأسعار العالمية في هذه المرحلة الحرجة.