"أبجد" منصة تسعى إلى تغيير خريطة القراءة عربياhttps://www.majalla.com/node/295756/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D8%A3%D8%A8%D8%AC%D8%AF-%D9%85%D9%86%D8%B5%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A7
قبل سنوات لم يكن القارئ العربي يتخيل أن يحصل على كتاب بنقرة إصبع، ولوقتٍ طويل كان الحصول على بعض الكتب مهمة مستحيلة بسبب صعوبة النشر وقلة التوزيع، لكن انتشار الإنترنت غيّر المعادلة وما هي إلا سنوات حتى ظهرت "الكتب المقرصنة" وانتشرت انتشارا كبيرا، بل أصبحت من التهديدات الكبرى التي تواجه عالم النشر، وعلى الرغم من آلاف الدعوات التي تطالب القراء بالتوقف عن دعم القرصنة لما تنطوي عليه من تهديد لعالم النشر والقراءة بل ولاحتمال وقف القنوات والصفحات التي تقدم هذه الكتب، إلا أن القرصنة بقيت مستمرة. فكرة واحدة أوقفت إلى حدٍ كبير سيل القرصنة الإلكترونية، وقللت إلى حدٍ كبير الاهتمام بها، وذلك حينما وجد القارئ أن باستطاعته قراءة العديد من الكتب باشتراك رمزي بسيط مقارنة بأسعار الكتب المتزايدة. هذا ما فعله تطبيق "أبجد" العربي.
توجهنا إلى إيمان حيلوز صاحبة هذا المشروع، لنتعرف منها عن قرب إلى "أبجد"، كيف بدأ وما خططه المستقبلية.
* كيف كانت شرارة البداية والتحول من موقع منافس لـ"غود ريدز" في 2012 إلى موقع للقراءة؟
- بدأت فكرة تطبيق "أبجد" العربي كمنصة لتجميع القراء العرب كبديل من "غود ريدز"، لكنها تطورت بمرور الوقت لتصبح مشروعا رائدا في تغيير خريطة القراءة العربية. بدأت الشرارة من الحاجة الملحة لتوفير كتب بنقرة إصبع للقراء العرب، خاصة في ظل تحديات النشر والتوزيع التي كانت تواجههم في الماضي.
من خلال توفير مكتبة إلكترونية ضخمة ومتنوعة، يمكن للقراء الاشتراك بأسعار معقولة مقارنة بشراء الكتب الورقية المكلفة. هذا التوجه جذب القراء وأتاح لهم فرصة الوصول إلى العديد من الكتب بسهولة وبتكلفة مناسبة.
تطبيق "أبجد" نجح في تحويل نظرة القراء العرب عن الكتب المقرصنة وفهم القيمة الحقيقية للمحتوى المشروع. من خلال توفير تجربة قراءة مريحة وتفاعلية ودعم مبتكر للمؤلفين والناشرين، أصبح "أبجد" وجهة مفضلة للقراء العرب الباحثين عن الكتب الرقمية العالية الجودة.
بالنسبة إلى الخطط المستقبلية، يهدف "أبجد" إلى الاستمرار في توفير مكتبة غنية ومتنوعة للقراء العرب، وتطوير خدمات جديدة وميزات مبتكرة تعزز تجربة القراءة الرقمية. كما يعمل على توسيع شبكة الناشرين والمؤلفين لزيادة توفر المحتوى العربي على المنصة.
تطبيق "أبجد" نجح في تحويل نظرة القراء العرب عن الكتب المقرصنة وفهم القيمة الحقيقية للمحتوى المشروع. من خلال توفير تجربة قراءة مريحة وتفاعلية ودعم مبتكر للمؤلفين والناشرين
* هل تعتقدين أن "أبجد" يمكن أن يكون دليلا لمعرفة توجهات القراء في العالم العربي؟ وهل يمكن أن يطلع عليها مستخدم "أبجد" بسهولة؟ وما الكتب الأكثر قراءة على "أبجد" اليوم في مختلف المجالات؟
- نعم، أعتقد أن "أبجد" يمكن أن يكون دليلا قيما لمعرفة توجهات القراء في العالم العربي. بفضل البيانات والإحصاءات التي يحصل عليها التطبيق من تفاعلات المستخدمين مع المكتبة والكتب المختلفة، يمكن تحليل الاتجاهات القرائية وفهم الاهتمامات والمجالات المفضلة للقراء العرب.
"أبجد" يوفر واجهة سهلة الاستخدام ومنظمة للمستخدمين، تتيح لهم استعراض الكتب الأكثر قراءة في مختلف المجالات بسهولة. يمكن للمستخدمين الاطلاع على قوائم الكتب الأكثر شعبية ومبيعا، واستكشاف مجموعة متنوعة من المواضيع والتصنيفات، مما يساعدهم على اكتشاف الكتب التي تتناسب مع اهتماماتهم الشخصية.
بالنسبة إلى الكتب الأكثر قراءة على "أبجد" اليوم في مختلف المجالات، فإن هذه المعلومات تتغير باستمرار حسب تفاعلات المستخدمين وتفضيلاتهم. يمكن للمستخدمين زيارة الموقع أو التطبيق واستعراض قوائم الكتب الأكثر قراءة في كل مجال للاطلاع على التحديثات الأخيرة والتعرف الى الكتب الشائعة والمحبوبة بين القراء على "أبجد".
تحديات
* ما أكبر التحديات التي واجهت "أبجد" في البداية؟ وما التحديات التي تواجهكم حاليا؟
- في البداية، واجهنا تحديات عدة أثناء بناء المشروع وتأسيسه. بعض أبرز التحديات التي واجهتها تشمل:
1. قلة الوعي والتوافر: في السابق، كان هناك قلة وعي بفوائد الكتب الرقمية وتحديات النشر الرقمي في العالم العربي. واجه "أبجد" صعوبة في توفير مكتبة ضخمة ومتنوعة من الكتب باللغة العربية.
2. التحديات التقنية: كانت هناك تحديات تقنية في بناء التطبيق نفسه وتطويره، بما في ذلك تأمين البيانات وتجربة المستخدم والتوافق مع أجهزة مختلفة.
حاليا، على الرغم من نمو "أبجد" ونجاحه، لا تزال هناك بعض التحديات التي نواجهها، وتشمل:
1. توسيع المكتبة: نسعى جاهدين لتوسيع مكتبتنا بمزيد من الكتب والمحتوى العربي المتنوع. قد يكون التحصيل وتوفير الكتب المرغوبة في بعض الأحيان تحديا بسبب قيود حقوق النشر وتوافر المحتوى.
2. جذب المزيد من القراء والمؤلفين: نحن نعمل على جذب المزيد من المستخدمين والقراء الى "أبجد"، بالإضافة إلى استقطاب المزيد من المؤلفين والناشرين لتوفير المزيد من الكتب الجديدة والمثيرة.
3. المنافسة في سوق الكتب الرقمية: يواجه "أبجد" تحديات منافسة في سوق الكتب الرقمية، ونحن نعمل على تقديم تجربة فريدة وقيمة للقراء للتفوق في هذا السوق المتنافس.
نتعامل مع هذه التحديات بتحديثات مستمرة للتطبيق وتطوير استراتيجيات التسويق والتواصل مع المستخدمين. نستمع إلى ملاحظات واقتراحات المستخدمين ونسعى جاهدين لتحسين تجربتهم على "أبجد".
* منذ فترة انطلق "تحدي أبجد للقراءة"، وعلى الرغم من أنه استطاع أن يجمع الآلاف من القراء في فترة زمنية قصيرة إلا أنه ووجه بكثير من الانتقادات، مثل أن القراءة يجب أن تكون بالكيف وليس بعدد الصفحات، كيف جاءت فكرة التحدي بداية، وكيف تتعاملون مع هذا النقد؟
- "أبجد" يسعى دائما لتشجيع القراءة وتعزيز ثقافة القراءة في العالم العربي، وكان "تحدي أبجد للقراءة" يهدف إلى تحفيز القراء وتشجيعهم على قراءة المزيد من الكتب خلال فترة محددة. وبالنسبة إلى الانتقادات والتقييمات التي تلقيناهامن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نقدر هذه الملاحظات ونعتبرها فرصة للتحسين والتعلم. نراجع ونحلل تلك الملاحظات بعناية، ونتفاعل مع المستخدمين بإيجابية لفهم مختلف وجهات النظر والاحتياجات.
في المستقبل، سنستخدم هذه الملاحظات والتقييمات لتحسين وتطوير مبادراتنا والتواصل بشكل أفضل مع المستخدمين. نحن نقدر مشاركة المجتمع ونسعى جاهدين لتلبية توقعاتهم وتحسين تجربتهم.
الربحية
* كثيرا ما تواجه المشاريع الثقافية والقرائية في العالم العربي بأنها لا تدر ربحا ماديا، ولا يمكن الاستثمار فيها، كيف تواجهين هذه الأفكار من واقع تجربتك، سواء في التعامل مع دور النشر، أو في الأفكار الشبيهة عموما؟
- أوافق تماما على أن المشاريع الثقافية والقرائية في العالم العربي تواجه تحديات في تحقيق الربح المادي وجذب الاستثمارات. ومن خلال تجربتنا، نواجه هذه الأفكار من خلال استراتيجيات متعددة.
أولا، نحرص على إظهار القيمة المضافة التي تقدمها المشاريع الثقافية والقرائية. نسعى الى بناء شراكات مع دور النشر والمؤسسات الثقافية والجهات المهتمة التي تشترك في رؤيتنا وتدعم هذه الأفكار. هذا يساهم في تعزيز قدرتنا على جذب الاستثمارات وتوفير التمويل اللازم لتحقيق أهدافنا.
ثانيا، نتعامل مع هذه الأفكار من خلال بناء قاعدة جماهيرية واسعة. ونعمل على جذب القراء والمستخدمين بتقديم محتوى جذاب ومتنوع وتجارب مميزة. من خلال زيادة عدد المستخدمين، نعزز قدرتنا على استدامة المشاريع وزيادة فرص الدعم المالي.
على الرغم من وجود تحديات، فإن التوجه نحو دعم المشاريع الثقافية والقرائية يتزايد تدريجيا في العالم العربي. ونحن ملتزمون مواصلة العمل والابتكار والتعاون مع الجهات المهتمة لتحقيق النجاح المستدام لمشاريعنا.
التنافس في مجال تقديم الكتب الإلكترونية، يعزز التنوع ويعطي القراء مزيدا من الخيارات، فوجود المزيد من المنصات الرقمية التي تقدم الكتب الإلكترونية يعني أن القراء يمكنهم الافادة من مجموعة أوسع من الكتب وتجارب القراءة المختلفة
* كيف أقنعتم عددا من دور النشر القديمة نسبيا بالانضمام الى "أبجد"؟ وهل تفكرون في التعاقد مع دور النشر الحكومية؟
- استطعنا تحقيق ذلك من خلال توضيح الفوائد والفرص التي ستحصل عليها من خلال الانضمام إلى منصتنا. قمنا بتسليط الضوء على الفضاء الواسع الذي يمكن لدور النشر أن تصل إليه من خلال "أبجد"، وقدرتنا على الوصول إلى جمهور واسع من القراء في العالم العربي. أيضا، أبرزنا الفرصة لتعزيز الوجود الرقمي وتوسيع نطاق التسويق للكتب التي تنشرها دور النشر.
أما بالنسبة إلى التعاقد مع دور النشر الحكومية، فإننا ندرس باستمرار فرص التعاون مع مختلف الأطراف في صناعة النشر. نحن مهتمون بتعزيز التعاون مع دور النشر الحكومية إذا توافرت الفرصة وإذا تمت مشاركة الأهداف والقيم المشتركة. نؤمن بأن التعاون مع دور النشر الحكومية يمكن أن يساهم في تعزيز الثقافة والقراءة في المجتمع العربي.
نواصل العمل على توسيع شبكتنا من دور النشر وبناء شراكات جديدة، سواء أكانت تجارية أم حكومية، لتعزيز محتوى "أبجد" وتقديم تجربة قراءة متميزة للقراء في جميع أنحاء العالم العربي.
* كثيرا ما يتساءل القراء عن عدد من الكتب التي انتهت عقودها مع دور النشر، ويتمنون لو توفرت من جديد في تطبيق مثل "أبجد"، هل لديكم خطة نشر يمكن أن تغطي هذا الجانب، أم يقتصر تعاملكم مع دور النشر، وما ضوابط وشروط النشر الذاتي؟
- نفهم تماما احتياجات القراء ورغبتهم في الوصول إلى الكتب التي انتهت عقودها مع دور النشر. في الوقت الحالي، نركز على التعامل مع دور النشر المعتمدة لتوفير مجموعة واسعة من الكتب في تطبيق "أبجد". يعود ذلك إلى القدرات المحدودة لدينا وصعوبة تنفيذ ما تقوم به دور النشر مع الكتاب. بالتالي، نسعى إلى إقامة شراكات قوية مع دور النشر لتوفير مزيد من الكتب والأعمال الأدبية المتنوعة للقراء. ونعمل على مناقشة ومتابعة عقود النشر وتوفير الحقوق المطلوبة للعمل مع الناشرين المعتمدين.
بالنسبة إلى النشر الذاتي، فإننا حاليا لا نتعامل معه بسبب الطاقة المحدودة التي لدينا وصعوبة تنفيذ العمليات التي تقوم بها دور النشر مع الكتاب. ومن أجل ضمان الجودة وتقديم تجربة قراءة متميزة، نركز على التعامل مع الناشرين المعتمدين وتوفير الكتب التي صدرت بمشاركة دور النشر وتعاونها.
التنافس
* أعلنت بعض المنصات الرقمية أخيرا عزمها تقديم الكتب الكترونيا أيضا، كيف ترين التنافس في هذا المجال؟ وهل هو لصالح القارئ أم الناشر؟
- أيّ تطور أو تنافس في مجال تقديم الكتب الإلكترونية، يعزز التنوع ويعطي القراء مزيدا من الخيارات. إن وجود المزيد من المنصات الرقمية التي تقدم الكتب الإلكترونية يعني أن القراء يمكنهم الافادة من مجموعة أوسع من الكتب وتجارب القراءة المختلفة. فالتنافس يشجع على تحسين جودة الخدمات وتوفير تجربة قراءة مرضية للقراء. عندما يكون هناك تنافس صحي في سوق الكتب الإلكترونية، يكون ذلك لصالح القارئ والناشر على حد سواء. القراء يستفيدون من توفر المزيد من الكتب والخيارات، والناشرون يستفيدون من زيادة الوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق المزيد من العوائد المالية.
المستقبل
* كيف تنظرون إلى المستقبل؟ هل تتحول منصة "أبجد" الى دار نشر رقمية؟ هل يمكن لمستثمرين أن يساهموا فيها؟ هل تتسبب "أبجد" والمنصات الالكترونية الشبيهة في غلق دور النشر الورقية؟
- نرى مستقبلا مشرقا لـ"أبجد" ونعمل بجد لتحقيق رؤيتنا في تطوير المحتوى العربي وتوفير تجربة قراءة مميزة. في ما يتعلق بتحولنا إلى دار نشر رقمية، نركز حاليا على تعاوننا مع دور النشر التقليدية لتوفير مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية للقراء. نعتبر أن دور النشر الورقية والمنصات الإلكترونية يمكن أن تتعايش وتتعاون معا لتلبية احتياجات القراء بأفضل طريقة ممكنة.
بالنسبة للاستثمار، نفتح الباب للمستثمرين المهتمين بدعم وتطوير مشروع "أبجد". يمكن للمستثمرين المهتمين التواصل معنا لمناقشة فرص الاستثمار والتعاون في المستقبل.
في خصوص تأثير "أبجد" والمنصات الإلكترونية الشبيهة على دور النشر الورقية، فإن الواقع هو أنها تعزز التنوع والتوسع في السوق. تمكن الكتب الإلكترونية والمنصات الرقمية القراء من الوصول إلى تشكيلة واسعة من الكتب بطريقة سهلة ومريحة. وعلى الرغم من ذلك، فإن دور النشر الورقية لا يزال لها دورها الخاص وقاعدتها القارئة التي تفضل التفاعل مع الكتب الورقية.