القاهرة: "من الذي خذلك؟ سألني مصلح السؤال نفسه الذي لفّ جسدي قديما، هو نفسه الذي كلما ظهر بدّد وجودي، وجعلني أقف على أبواب الوهم الذي كنت ألمسه قديما وأعود لمعناه".
ربما يكون هذا السؤال هو أساس رواية "واد جدة... سجين قشرة البندق"، وهو نص سردي لا يعبأ بفكرة الترابط الزمني ولا يهتم بسرد الحدث وفق ترتيب يسمح للقارئ بتوقّع القادم؛ نص أراد كاتبه أن تكون الدهشة أهم عناصره. تبدأ الرواية في 1952 وتنتهي في 2011 الذي شهد ثورة 25 يناير، الحدث الأبرز في مصر الحديثة، وتسرد رحلة شاب اسمه "الخياط" يتعرّف القارئ من خلاله إلى التغيّرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر بين ثورتين.
حب القراءة والمعرفة الذي زرعته الجدّة في حفيدها منذ الطفولة، كان سبب شقاء بطل الرواية: "حكاياتها، جعلتني أحب الكتب، فخلقت زاوية في غرفتي، عندما يكون الوقت فيه سعة أختفي فيها". تختطفه العصابة لأن زعيمها يريد أن يقرأ له "واد جدّه/الخياط" الكتب المتكومة في القصر العتيق الذي استولى عليه. في هذا الطرح تحديدا رمزية كبرى، إذ اراد الكاتب أن يكشف للقارئ محطات أساسية كان لها دور حاسم في التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية في مصر.