لدى الحديث عن أعلام الفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية، لا بد أن يحضر اسم الدكتور سعد عبد الله الصويان، الأكاديمي والباحث المختص في التاريخ الشفاهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية، الذي بذل جهودا مشهودة في توثيق فترة مهمة من تاريخ السعودية، والتي بدأ بها قبل حصوله على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وحملت عنوان “الأنثروبولوجيا والفلكلور والدراسات الشرقية”.
تولى الدكتور الصويان مناصب علمية وبحثية عدة وحقق إنجازات عدّة مضيئة. عن تجربته في توثيق الموروث الشفاهي، يقول: “خصوصية المجتمع السعودي أنه عاش حياة الشفاهة حتى وقت قريب، ولم يظهر التدوين إلا في مراحل متأخرة، والأجيال التي تحتفظ بهذا الموروث الشفاهي تتخطفهم يد المنون ويدفن معهم ما يختزنونه في الذاكرة من معلومات شفاهية. ومن المحزن أننا مقصرون كل التقصير في توثيق هذا الموروث الشفاهي الثري والأصيل، وهذا مما يفاقم خطر التغريب ويؤدي إلى اضمحلال الهوية”.