شهد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، هجوما واسع النطاق من الجيش الإسرائيلي، لم يشهد مثله المخيم منذ العام 2002، بعدما أعلن عن عملية عسكرية أطلق عليها عملية "المنزل والحديقة".
وشهدت اللحظات الأولى لاقتحام المخيم، عمليات قصف مروحي لعدد من المباني، وتبعها أكثر من 150 آلية عسكرية محملة بـ 1000 جندي إسرائيلي، ومع اقتراب الآليات العسكرية من مداخل المخيم، هرع الشبان الفلسطينيون لإغلاقها بالكتل الإسمنتية وإشعال الإطارات المطاطية، في محاولة لإعاقة دخول الآليات، كما دارت اشتباكات وُصفت بالعنيفة مع أفراد الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا من "كتيبة جنين".
ما بين قصف بالطيران المروحي، وإطلاق الرصاص الحي، داهمت جرافات إسرائيلية شوارع المخيم بقيادة وحدة الهندسة في الجيش الإسرائيلي لتمهيد دخول الآليات، وهو ما تسبب بإتلاف البنية التحتية للمخيم من شبكة مياه وكهرباء وشبكة الاتصالات، وهو ما ضاعف المصاعب والمخاطر التي تحاصر حياة سكان مخيم جنين.
وتصدت الفصائل الفلسطينية لعمليات الاقتحام، مستخدمة إمكانياتها وقدراتها البسيطة، من أسلحة وعبوات ناسفة زرعتها على مداخل المخيم وفي الشوارع، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تهديد السكان بإخلاء منازلهم، تحت وقع القصف وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، ليجبر أكثر من 4000 آلاف فلسطيني على النزوح من منازلهم إلى خارج المخيم.
اقرأ أيضا: نقاش أخلاقي في ذكرى نكبة فلسطين
وقال الشاب محمد صالح، 29 عامًا، من مخيم جنين في اتصال هاتفي مع "المجلة": "لا ماء ولا كهرباء ولا طعام، والأطفال في حالة رعب، جيش الاحتلال لا يفهم ولا يراعي نساء أو أطفال أو شيوخ أو مرضى". وتمكّن الشاب من الخروج من المخيم والوصول إلى ساحة مستشفى جنين الحكومي، بعد اجتياز الطرقات حاملاً طفليه، برفقة زوجته وأمه المريضة سيرًا على الأقدام، برفقة العشرات من المواطنين تحت وقع القصف والطلقات النارية، وتابع "هناك مصابون وجثث بالشوارع ولا أحد يستطيع الوصول إليهم."
وأسفرت العملية العسكرية، حتى يوم الثلاثاء، عن مقتل 11 شخصا وإصابة 120 آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتقال 120 آخرين، من أصل 350 ناشطاً تستهدفهم العملية بشكلٍ مباشر.
ما يجري في مخيم جنين مؤخرًا بعد 21 عاما على أوسع عملية اجتياح شهدتها المخيمات الفلسطينية، يطرح التساؤل: لماذا يستهدف الجيش الإسرائيلي مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة الآن؟