وأكدت الاستراتيجية المكتوبة أهمية تعزيز القدرات وتأمين الحدود بين الشركاء الإقليميين من خلال تطبيق برامج الدفاع في المنطقة كمفتاح للنجاح في كبح تجارة الكبتاغون ومنع مشاركة الجهات المعادية للولايات المتحدة مثل النظام السوري والجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران.
إلا أن الرسائل الأوسع حول استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة تجارة الكبتاغون أكدت بشدة أن هذا الجهد يتجاوز نطاق عمل الجيش الأميركي، لكنه يتماشى إلى حد كبير مع الوكالات الأميركية الأخرى. ويثير هذا التباين تساؤلات حول شكل وتطور جهود وزارة الدفاع الأميركية في المنطقة مع استمرار الولايات المتحدة في تعزيز استراتيجيتها لمكافحة الكبتاغون.
صدامات القوات الأميركية مع تجارة الكبتاغون في سوريا
ارتبطت جهود فرقة المهام المشتركة بقيادة الولايات المتحدة- عملية العزم الصلب في العراق وسوريا، بشكل صارم، بالعمل على القضاء على تنظيم "داعش" من خلال تحجيم هيكل قيادة التنظيم، وإيقاف تمويله، ومواجهة عملياته الإرهابية وشبكته العالمية. ولكون إيقاف مصادر تمويل "داعش" كان جزءا أساسيا من مهمة عملية العزم الصلب، شارك العسكريون الأميركيون وشركاء التحالف في حوادث متفرقة في مصادرة مخدرات مثل الكبتاغون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
وكانت العملية التي حدثت في مايو/أيار 2018 من أوائل الصدامات بين قوات عملية "العزم الصلب" وتجار الكبتاغون، حين استولى أحد شركاء التحالف، فصيل "مغاوير الثورة"، على 300 ألف حبة كبتاغون تقدر قيمتها بأكثر من 1.4 مليون دولار، يُعتقد أنها كانت في حوزة مقاتلي داعش.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع بأن قوات التحالف دمرت ذلك المخزون من المخدرات. وفي العام التالي، أي في عام 2019، أفادت القيادة المركزية الأميركية بأن موقعا قتاليا تابعا لفصيل "مغاوير الثورة" اعترض مرة أخرى أكثر من 850 ألف حبة كبتاغون، تقدر قيمتها بنحو 3.5 مليون دولار، كانت تُنقل على متن شاحنة متجهة نحو مخيم الركبان في 23 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عرضت قوات عملية "العزم الصعب" مرة أخرى مضبوطات الكبتاغون التي حصل عليها شركاؤها في التحالف عندما ساعدت في الإشراف على حرق 60 ألف حبة كبتاغون مجهولة المنشأ ومهربة إلى منطقة منع الاشتباك، والتي يبلغ طولها 55 كيلومترا، بعد أن اعترضها الجيش السوري الحر. هذه المرة، أعادت صفحة "تويتر" الخاصة بـ فرقة المهام المشتركة- عملية العزم الصلب نشر مقطع فيديو للجيش السوري الحر، ويظهر فيه شركاء التحالف وأفراد الجيش الأميركي وهم يرمون الحبوب المصادرة في حفرة نار من أكياس بلاستيكية تحمل شعار ليكزوس، وهي طريقة تغليف نموذجية غالبا ما يستخدمها المهربون الذين يعملون خارج الأراضي التي يسيطر عليها النظام في سوريا.