يجتاز الرئيس إيمانويل ماكرون في هذه الأثناء الاختبار الثالث مع اضطرابات العنف المدني ومخاطر حصول "انتفاضة الضواحي الثانية"، وذلك بعد مواجهته احتجاجات السترات الصفراء والاحتجاجات حول أنظمة التقاعد.
وهذه المرة يجد ماكرون نفسه أمام تحدي الحفاظ على هيبة الدولة واحترام النظام العام من جهة، وضرورة الحفاظ على التماسك المجتمعي ومستقبل الشباب المهمش من جهة أخرى. ومما لا شك فيه أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات، وستضع التداعيات المنتظرة البلاد على المحك، وستنعكس على المشهد السياسي المتنازع عليه بقوة بين اقصى اليمين وأقصى اليسار.
كانت فرنسا تستعد لبدء العطلة الصيفية مع تسجيل أرقام اقتصادية جيدة بعد انخفاض معدل التضخم، وكان ماكرون قد تجاوز معضلة تمرير إصلاح نظام التقاعد، فإذا بحادثة نانتير غرب باريس تقلب الأمور رأساً على عقب، إثر مقتل الفتى نائل المرزوقي برصاص شرطي .
وإذا كانت رواية الشرطة تركز على رفض الضحية الامتثال لأوامر تدقيق مروري، انتشر شريط مصور يبين تصويب شرطي مسدسه ضد شخص في حالة توقف داخل سيارته، وسرعان ما اندلعت في فرنسا حركات احتجاج وأعمال عنف في عدد من ضواحي العاصمة باريس وعدة مدن أخرى في موجة غضب عارمة.