القاهرة: في زمن تُعاني بلدان العالم العربي من تأثير الصراعات والحروب الدولية، من انقسامات داخلية عنيفة في بعض الأحيان وأزمات اقتصادية حادة، أو من مراكب هجرة تحمل مواطنيها بعيدا على الحدود بين الموت والحياة، في هذا الزمن وكم يبدو صعبا أن نستشرف آفاقا مُطمئنة للمُستقبل، يطرح الفن السابع نفسه، ليس باعتباره وسيلة ترفيه وإلهاء فحسب، بل الأهم كسجل للأحوال اليومية للناس، للأحلام المنسيّة، وقناة آمنة لنقاش القضايا المسكوت عنها.
من حُسن الحظ، وعلى الرغم من كل الأخبار الحزينة التي نسمعها يوميا، كان هناك، وسيظل دائما، صُناع سينما عرب يبحثون عن وسيلة لتحقيق أفلامهم، للوصول بها إلى الجمهور، ومن المفترض أن هذه الأفلام تُعبر عنه وتخاطبه. هنا نظرة على بعض الإنتاجات العربية للعام الماضي.
معظم هذه الأفلام عُرض، ولا يزال بعضها يُعرض، في مهرجانات سينمائية، سواء عربية أو أجنبية، كما في دورة الشهر الماضي من "مهرجان مالمو للسينما العربية"، أو دورة "مهرجان القاهرة السينمائي"، و"مهرجان كان السينمائي" الفرنسي. وكانت فعالية "أيام القاهرة السينمائية" في دورتها الأخيرة، فرصة لرؤيتها متتالية وضمن برنامج واحد. بعضها الآخر ما زال بالإمكان مشاهدته في سينمات القاهرة. وتأتي هذه الأفلام من فلسطين والسودان وتونس والعراق وسوريا ولبنان والمغرب، وأغلبها أنتج بمنح دعم وبالتعاون مع دول أوروبية، وتشترك جميعها في تعبيرها عن هموم العالم العربي في اللحظة الحالية، وفي سعي صُناعها للعثور على صوتهم السينمائي الخاص وسط صخب هذا العالم.