تعتبر زيارة الأماكن المقدسة من أهم الطقوس والعادات البشرية منذ بدء الخليقة. لا يمكن استثناء ديانة معلومة من هذه الزيارات، إذ يمارسها الهندوس والبوذيون وأتباع الديانات السماوية اليهود والمسيحيون والمسلمون.
والحج من أهم ركائز الدين الإسلامي، هو فريضة على كل مسلم، ويجب على المسلمين المقتدرين صحياً ومالياً أداؤها مرة في العمر على الأقل. تطورت في طبيعة الحال أنماط زيارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة منذ بداية التاريخ الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
أصبحت مناسك الحج خلال السنوات القليلة الماضية يسيرة، ولا سيما مع تسهيلات التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتمت السيطرة على المتاعب والمصاعب التي كان يواجهها حجاج بيت الله الحرام، الذين يأتون من دول عديدة، بعيدة وقريبة، كما هو معلوم، ومن بين هؤلاء، الميسورون وأصحاب الدخول المحدودة والفقراء. فهناك من يدخر الأموال على مدى سنوات طويلة لكي يتمكن من أداء الفريضة ويتكبد رحلة طويلة، قد تكون شاقة بالنسبة إلى ظروفه وبعده عن المكان.
بقي معدل الحجاج سنويا في حدود مليوني حاج، يأتي عدد منهم من داخل السعودية. سبق لوزارة الحج السعودية أن أعلنت توقعاتها لحجاج في السنة الجارية، عند المعدل السنوي السابق نفسه، مما يعني أن السلطات قررت العودة إلى استقبال عدد كبير من الحجاج كما كانت الحال قبل جائحة كوفيد-19.
تعتمد الحكومة السعودية قبول الحجاج من 57 بلدا بموجب نسبة محددة من سكان كل بلد وهي واحد بالألف من سكان الدولة. لا شك في أن هذا العدد الكبير من الحجاج يمثل عبئا إداريا وأمنيا ولوجستيا كبيرا على السلطات المختصة في السعودية، لكنه أيضا، يمثل حركة تجارية وطاقة استهلاكية مهمة للعديد من المحال والنشاطات والقطاعات الاقتصادية في البلاد.
#فيديو| كيف توظف رئاسة شؤون الحرمين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لخدمة الحجيج؟ pic.twitter.com/Dr6NCANv6H
— الرَّجل (@ArrajolM) June 21, 2023
يمثل الحج جزءا مهما من عملية التنويع الاقتصادي وتحفيز السياحة، فكما هي الحال في العديد من الدول، تمثل السياحة الدينية مكونا مهما في القطاع. وقد وظفت الحكومة السعودية أموالا طائلة لتطوير البنى التحتية ومنشآت الحرم المكي، وشجعت القطاع الخاص على توفير فنادق ومنشآت ضيافة عديدة، لتسهيل أداء فرائض الحج على ضيوف الرحمن. هذه التوظيفات المالية في البنية التحتية سهلت تدفق الزوار ومكنت المستثمرين من تطوير منشآتهم المتخصصة لخدمة الحجاج أو تسويق السلع والخدمات.