تكشف "المبادرة الأردنية"، التي حصلت "المجلة" على نصها الجديد، أن عمّان والعواصم العربية الداعمة لها بشكل مباشر، والغربية المؤيدة بشكل صامت، لا تزال تضع خروج إيران من سوريا هدفا نهائيا لها مقابل رفع العقوبات وإعمار سوريا وخروج أميركا.
وتتضمن "المبادرة" دعما لمقاربة "خطوة مقابل خطوة" وفق جدول تبادلي محدد يتضمن تنفيذ "الحكومة السورية" طلبات محددة مقابل تقديم الدول العربية والغربية عروضا أو حوافز ملموسة، بحيث تشمل ثلاث مراحل بدءا من الجانب الإنساني، ثم العسكري- الأمني، وانتهاء بالبعد السياسي- النهائي.
لا تتضمن الجداول في "المبادرة الأردنية"، برنامجا زمنيا محددا للتنفيذ، لكنها تنتهي إلى أن الخطوات المتوقعة من دمشق وحلفائها هي "سحب جميع الممتلكات الإيرانية العسكرية والأمنية من سوريا، وانسحاب حزب الله والميليشيات الشيعية"، مقابل "انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من جميع الأراضي السورية التي دخلوها بعد 2011 بما في ذلك مناطق شمال شرقي سوريا وقاعدة التنف الأميركية، ورفع العقوبات، و تمويل المانحين لإعمار سوريا".
تعود هذه المبادرة إلى عام 2021، عندما أعدت الحكومة الأردنية ورقة رسمية، نشرت "المجلة" نسختها الانكليزية، وتضمنت تصورها للحل السوري، جرت مشاركتها ومناقشتها من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اجتماعات منفصلة مع الرئيسين الأميركي بايدن، والروسي فلاديمير بوتين.
وتضمنت الورقة قراءة للواقع السوري وتقديم مقاربة "خطوة مقابل خطوة" في تلك المرحلة.
ومع تسارع خطوات التطبيع العربي الأخيرة وتغيير الواقع في سوريا والإقليم، عدلت عمّان ورقتها بعد مشاورات مع دول عربية وغربية، وصولا إلى نسخة جديدة استعملت فيها عبارة "الحكومة السورية" بدل "النظام السوري"، وحددت بدقة الخطوات المطلوبة من دمشق والعواصم الأخرى.
وتعود بعض عناصر "المبادرة" إلى مرحلة ما قبل عودة سوريا إلى الجامعة العربية في 7 مايو/أيار الماضي، وحضور الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية في جدة يوم 19 من الشهر نفسه، لكن "المبادرة"، التي جاءت بعد مشاورات أردنية مع أطراف عربية ودولية وغربية، تعكس التفكير إزاء كيفية الخروج من الوضع الراهن.
في الوضع الراهن، سوريا مقسمة لثلاث "دويلات" فيها خمسة جيوش أجنبية على الأقل وميليشيات وقواعد أجنبية. لا تسيطر دمشق على معظم أجوائها وحدودها، ولا يزال أكثر من نصف السوريين خارج منازلهم وثلثهم خارج البلاد. مقابل دعم طهران وموسكو لدمشق ووجود قواتهما العسكرية في سوريا، هناك وجود عسكري غربي بقيادة أميركية وعقوبات وعزلة على دمشق وقرار بعدم المساهمة في الإعمار قبل تحقيق حل سياسي وفق القرار الدولي 2254.
تربط هذه "المبادرة" بين جميع عناصر الأزمة السورية التي تمسك بها دمشق وحلفاؤها وخصومها، وتعرض تصورا للحل وفق مقاربة "خطوة مقابل خطوة" للخروج من النفق المستمر منذ 12 سنة، والمكلف للسوريين والدول المجاورة.
وهذه "المبادرة"، التي تنشر "المجلة" نصها الكامل اليوم، أقرب إلى أطروحه مفصلة تتضمن عناصر الحل في حالة مثالية: