يبدو أن الموسيقى في السعودية قطعت شوطا كبيرا، ينسجم مع الحضور التاريخي للأغنية، وفي الوقت نفسه يمضي بها نحو آفاق جديدة، وذلك بعد مرور أقلّ من سنتين على صدور قرار يسمح للمعاهد الخاصة في المملكة العربية السعودية بتدريس الموسيقى، واعتماد حصة موسيقية إلزامية في المدارس، وأخرى اختيارية في الجامعات، وانفتاح المسارح السعودية على استقبال فنّانين عرب وعالميين في مهرجانات موسيقية ضخمة، وتحفيز المواهب السعودية على الموسيقى والاحتراف في مجالاتها.
تفاعلات جديدة
فبعيدا من ظاهرة الفنان الأوحد كممثّل لتراث كامل، أصبحت الفرق الموسيقية المنظّمة من خلال هيئتي الترفيه (تأسست في 2016) والموسيقى (تأسست في 2020) الواجهة الأكثر تمثيلا لرحلة الموسيقى الطويلة في السعودية، التي بات لها معنى عام مشترك، فيه انصهار الهوية السعودية ورحلتها، ضمن فرق تُعنى بتهيئة التراث الغنائي الموسيقي وترتيبه، وإنتاجه عبر تفاعلات جديدة، بما فيها موسيقى الأوبرا، وضمن أبرز المهرجانات العالمية، كالمشاركة في حفل المركز الثقافي الفرنسي الذي نظّمته هيئة الموسيقى في قاعة "دو شاتليه" بالعاصمة الفرنسية باريس، تحت مسمى "روائع الموسيقى السعودية" عام 2022، أو الحفل الذي نظّمته منذ أيام قليلة في المكسيك.