لقد أفل نجم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك. أو على الأقل، هذا ما تتوقعه آخر استطلاعات الرأي، حيث يتأخر بفارق 18 نقطة عن زعيم حزب العمال، بينما يبدو أنّ حزبه المحافظ ينهار مع تزايد الانقسامات العميقة التي تعصف به يوما تلو آخر حول مصير سلف سوناك، بوريس جونسون. وفي حين أن الانتخابات العامة في موعدها في يناير/كانون الثاني 2025 قد تكون بعيدة، فإن زعيم المعارضة، السير كير ستارمر، يبدو على نحو متزايد أنه سيكون رئيس الوزراء المقبل لبريطانيا، ما لم يقم رئيس الوزراء الحالي بنقلة استثنائية.
وعلى هذا الأساس، ستبدأ الحكومات الأجنبية حتما باستكشاف الشكل الذي قد تبدو عليه بريطانيا تحت حكم حزب العمال، وكيف سيؤثر ذلك على سلوك لندن في الخارج. فهل ستشهد حكومة ستارمر تحولا كبيرا على صعيد المشهد الدولي، أم إن خيار استمرارية السياسة الخارجية الراهنة أكبر من احتمال التغيير؟
لن تحدث ثورة في السياسة الخارجية البريطانية
على الرغم من عدم القدرة على قراءة المستقبل، إلا أنه من غير المرجح أن تباشر حكومة العمال بتغييرات جذرية في الخارج. وتميل الحكومات العمّالية تاريخيا إلى أن تكون محافظة أكثر من كونها ثورية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، ولطالما أظهرت رغبة في تعزيز تحالفات بريطانيا القائمة، ولا سيما التحالف مع الولاياتِ المتحدة. ونحن نتذكر كيف ساعد كليمنت أتلي، رئيس الوزراء العمالي من 1945 إلى 1951، في تأسيس حلف شمال الأطلسي، بينما اشتهر توني بلير (رئيس الوزراء من 1997 إلى 2007) بـ"العلاقة الخاصة" التي تربط بريطانيا بواشنطن، إلى حد تقديمه دعما غير مشروط لجورج دبليو بوش في غزوه للعراق. وحتى هارولد ويلسون (رئيس الوزراء من 1964 إلى 1970ومن 1974 إلى 1976)، والذي كانت تربطه علاقة في غاية التوتر بحكومة الرئيس الأميركي ليندون جونسون بعد رفضه طلب الأخير بإرسال قوات بريطانية إلى فيتنام، لم يكفّ بدوره عن التعبير عن إيمانه بالتحالف وظلّ يؤيد خطابيا المجهودَ الحربي الأميركي.