شهد عالم الواقع المعزز (augmented reality) والواقع الافتراضي (virtual reality) تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، إذ تقود شركات مثل "أبل" (Apple) و"ميتا" (Meta) ("فيسبوك"سابقاً) وغيرها من شركات التكنولوجيا العملاقة هذا الابتكار.
تمثل "أبل فيجن برو" (Apple Vision Pro)، وهي مجموعة رأس (headset) متقدمة تعمل بالواقعين المعزز والافتراضي طورتها "شركة أبل" (.Apple Inc)، معلماً رئيسياً في هذا المشهد. ما هي مواصفات الجهاز؟ كيف يُقارَن بعروض "ميتا" وشركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى؟ ما هي إيجابياته وسلبياته؟
"أبل فيجن برو" هي مجموعة رأس شاملة مصممة لتزويد المستخدمين تجربة واقع مختلط سلسة وغامرة. يجمع الجهاز، المبني على تكنولوجيات "أبل" المتطورة، بين شاشتين عاليتي الجودة وصوت مكاني، وقدرات معالجة قوية لتقديم مرئيات مذهلة وصوت واقعي.
أُعلِنت "أبل فيجن برو" بعد أيام قليلة من الكشف عن "ميتا كويست 3" (Meta Quest 3) هذا الشهر – أُطلِقت "ميتا كويست 1" عام 2019. وعند إطلاقهما رسمياً، الأخيرة في الخريف والأولى في أوائل العام المقبل، ستُتَاح لنا أخيراً فرصة لمقارنة كاملة لهاتين المجموعتين المرتقبتين.
تختلف المجموعتان في نهجهما. "أبل فيجن برو" هي مجموعة رأس حقيقية بالواقع المختلط (mixed reality)، مصممة لتمكين ما تسميه "أبل" "الحوسبة المكانية" (spatial computing). وهي تتفاعل بسلاسة مع العالم المادي، مما يحافظ على تفاعل المستخدمين من خلال ميزة "آي سايت" أو "البصر" (EyeSight).
في المقابل، تستهدف "ميتا كويست 3" عشاق الواقع الافتراضي، بينما توفر أيضاً إمكانات الواقع المختلط من خلال تأمين أمكنة بالألوان الكاملة. تلقائياً، تعمل كمجموعة رأس بالواقع الافتراضي، لكنها تحتوي على وظائف إضافية في مجال الواقع المعزز. الجدير بالذكر أن "ميتا كويست 3" تأتي بسعر منافس يبلغ 499 دولاراً، بينما يبلغ سعر "فيجن برو" 3,499 دولاراً.
وفي حين أن "أبل فيجن برو" و"مايكروسوفت هولو لنس" (Microsoft HoloLens) (أُعلِنت للمرة الأولى عام 2015) توفران تجارب واقع معزز غامرة، هما تعتمدان أساليب مختلفة. تستهدف "هولو لنس" تطبيقات مؤسسية مثل التدريب الصناعي والمساعدة عن بعد. في المقابل، تركز "فيجن برو" على حالات الاستخدام الموجهة إلى المستهلك، مستفيدة من المنظومة الإيكولوجية الشاملة لتطبيقات "أبل"، مما قد يوفر مجموعة أكثر تنوعاً من التجارب.
وعلى الرغم من أن كلاً من "أبل فيجن برو" و"غوغل غلاس" (Google Glass) (أُطلِقت قبل سنتين ومن المقرر إيقافها في وقت لاحق من هذا العام بسبب ضعف المبيعات) هما جهازان بالواقع المعزز، يخدم كل منهما أغراضاً مختلفة. "غوغل غلاس" هو جهاز خفيف الوزن يمكن ارتداؤه يركز في شكل أساسي على الإشعارات والوصول إلى المعلومات من دون استخدام اليدين. من ناحية أخرى، توفر "فيجن برو" تجربة واقع معزز شاملة مع أجهزة قوية ومجموعة واسعة من التطبيقات.
إيجابيات "فيجن برو" وسلبياتها
تتميز "أبل فيجن برو" بشاشتي "أوليد" (OLED) عاليتي الدقة، مما يوفر مجال رؤية واسعاً لمرئيات حية وتجربة واقعين معزز وافتراضي غامرة. وتوفر تكنولوجيات الصوت المتقدمة المدمجة في الجهاز صوتاً مكانياً، مما يعزز الغمر العام والواقعية الصوتية.
"فيجن برو" مجهزة بشرائح "أبل" مصممة خصيصاً، مما يوفر إمكانات معالجة استثنائية لتعدد المهام السلس والعرض في الوقت الفعلي. وتتيح المتابعة الدقيقة للحركة وأجهزة استشعار المحيط متابعة دقيقة للموقع وتعرفاً الى الأشياء، مما يساهم في تجربة تفاعلية وغامرة أكثر. تستفيد "فيجن برو" من عناصر تحكم بديهية بالإيماءات والأوامر الصوتية وتكنولوجيا متابعة العين، مما يتيح التفاعل السلس ويعزز سهولة الاستخدام.
"فيجن برو" ستكون متوافرة في الأسواق أوائل عام 2024 - في الولايات المتحدة فقط. وستتبع ذلك بلدان أخرى في وقت لاحق. لم تكشف "أبل" متى يمكنكم طلب "فيجن برو" مسبقاً، لذلك من المتوقع وصول تفاصيل عن ذلك قريبا.
توفر "أبل فيجن برو" تجربة واقع مختلط آسرة، إذ تدمج بسلاسة العالمين المادي والرقمي وتخلق محيطاً غامراً للمستخدمين. وتضمن المنظومة الإيكولوجية الشاملة لتطبيقات "أبل" مجموعة واسعة من تجارب الواقعين المعزز والافتراضي، وتقدم تطبيقات للإنتاجية والترفيه والألعاب وأكثر.
بعد الضجة التي أثارتها أسعار نظارتها الجديدة.. أبل تعمل على إصدار منخفض السعر من نظارة "فيجن برو"#الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/XoLDZM3GEk
— Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) June 12, 2023
مع شاشتين عاليتي الدقة وأدوات معالجة قوية، توفر "فيجن برو" مرئيات سلسة وواقعية، مما يعزز الجودة الإجمالية لتجربة الواقعين المعزز والافتراضي. وتشتمل "فيجن برو" على واجهات مستخدم بديهية، بما في ذلك عناصر تحكم في الإيماءات والأوامر الصوتية ومتابعة العين، مما يسهل على المستخدمين التفاعل مع الجهاز والوصول إلى ميزاته.
بالنسبة الى سلبياتها، تأتي أجهزة الواقعين المعزز والافتراضي المتطورة ، مثل "فيجن برو"، بسعر مرتفع، مما يحد من إمكان جمهور أوسع الوصول إليها. وفي حين أن المنظومة الإيكولوجية لتطبيقات "أبل" واسعة ومتنوعة، يقتصر الأمر للمستخدمين على العروض داخل منظومة "أبل" الإيكولوجية. وقد يحد هذا من توفر تطبيقات أو تجارب معينة مقارنة بالمنصات الأكثر انفتاحاً.
تستهلك أجهزة الواقعين المعزز والافتراضي عادة طاقة كبيرة، وقد تواجه "فيجن برو" تحديات في توفير عمر طويل للبطارية. وقد يؤثر ذلك في تجربة المستخدم، خاصة للجلسات الغامرة الأطول. من المتوقع أن يحقق مستقبل تكنولوجيا الواقعين المعزز والافتراضي تطورات كبيرة لجهة قدرات الأجهزة وميزات البرمجيات وتجارب المستخدم. وقد يشمل ذلك تحسينات في تكنولوجيا العرض والدقة ومجال الرؤية ودقة التتبع، مما يؤدي إلى تجارب واقعين معزز وافتراضي غامرة وواقعية أكثر.