قدمت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، مبادرة للحل تزامنت والذكرى الـ75 للاستقلال، تؤكد قبل أي شيء حاجة سوريا للاستقلال الثاني، وبأن البنود التسعة التي تألفت منها "مبادرة الإدارة الذاتية" هي مفاصل أساسية للحل السوري ودعوة صريحة لإنهاء الأزمة ومحاولة مهمة في إنهاء حالة الانسداد الكلي للعملية السياسية السورية.
وبعد إحدى عشرة سنة من خطوة تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، يمكن القول إنها لم تنصف سوريا. في نظر كثيرين أسهمت هذه الخطوة في فتح صندوق باندورا على شعب سوريا الذي وجد نفسه أمام تدخل إقليمي ودولي كبيرين، مما أكسب مطلب التغيير المحقّ الذي نادى به شعب سوريا منتصف مارس/آذار 2011 من القنيطرة وحوران وصولا للقامشلي، الكثير من التعقيد، لدرجة بات ينظر إليه بوصفه مطلبا يحتاج كثيرا من التوازنات. مرة بسبب أن هذه الخطوة صبت في صالح تعويم ما سمي وقتها "المجلس الوطني السوري" الذي تحول إلى "الائتلاف"؛ والذي سُمِح له بشغل مقعد سوريا في القمة العربية في الدوحة في 2013.
أما الائتلاف بكل مكوناته السياسية وبغالبية شخوصه والدعم المقدم له فإنه لم يمتلك القدرة على الحل والمبادرة وإنما وجده كثيرون في ضفة غير سوريّة.
عند القول بأن تلك الخطوة لم تكن منصفة فإنه لا يعني بالضرورة أن خطوة استئناف العضوية الآن تعني إصرارا عربيا على تعويم السلطة السورية بصيغتها شديدة المركزية غير المناسبة لطبيعة التنوع السوري، أو أنها خطوة تأتي على حساب تطلعات شعب سوريا في التغيير.