رحل عن عالمنا رئيس الوزراء الايطالي الاسبق سيلفيو برلسكوني عن ستة وثمانين عاماً، بعد مسيرة حافلة جعلت عبارة "مالئ الدنيا وشاغل الناس" تنطبق عليه بالرغم من بصمات سلبية واخطاء فادحة وانحرافات دمغت حياته الشخصية والسياسية والعملية.
وكان برلسكوني حامل لقب "فارس ايطاليا" رجل الاعمال ورجل السياسة ورجل الاعلام والرياضة، وشكل نموذجاً لشخصيات مثل دونالد ترامب. وروّج للدمج بين السياسة والاعمال في سياق عولمة نفعية من دون قيد. ولم يمنعه ذلك من نسج صداقة متينة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تقو عليها عاصفة حرب اوكرانيا.
موّل برلسكوني مجموعته السياسية من ثروته الشخصية ولهذا كان حزب " فورسا ايطاليا" احدى ملكياته مثل فريق انتر ميلانو لكرة القدم الذي كان يرعاه، او مثل "ميدياست" أكبر إمبراطورية إعلامية في إيطاليا التي تدير جريدة يومية ودار نشر وقنوات تلفزيونية فضلاً عن اندية رياضية وعشرات الشركات الأخرى. برلسكوني الذي تم تقدير ثروته يوما باكثر من ستة مليارات دولار، لن يكون له وريث سياسي لان الشخصنة طبعت مساره ومن الصعب وراثة صاحب محفظة تحوي كل هذه الاسهم وكل هذه التناقضات.
برلسكوني" الساحر" بالنسبة للبعض و"المشعوذ" بالنسبة للبعض الآخر، ترأس الحكومة الايطالية ثلات مرات بين ١٩٩٤ و ٢٠١١، وكان سلوكه غالباً خارج المألوف. ولد الانيق سيلفيو في مدينة ميلانو ثاني مدن ايطاليا ومدينة الاناقة والجمال في شمال البلاد في سبتمبر/أيلول ١٩٣٦، قبل الحرب العالمية الثانية التي ألهبت ايطاليا واوروبا. بدأ برلسكوني حياته المهنية ببيع المكانس الكهربائية، في موازاة قيامه بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية.