كانت مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية في الرياض، تأكيدا لعودة سوريا إلى محيطها العربي الطبيعي. والآن يبدأ العمل الجاد لتحقيق الاستقرار في سوريا، وهي مسألة معقدة بسبب المصالح الإقليمية والدولية المتعارضة.
استغرقت رحلة خروج سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية اثني عشر عاما، وهي فترة تمثل– للأسف– فشل جامعة الدول العربية في التعامل مع أزمة يواجهها أحد أعضائها. لذلك قد يكون من المناسب البحث في ملابسات وأسباب تعليق عضوية سوريا ثم إعادتها فيما بعد. ومن المهم أيضا خلال ذلك تسليط الضوء على كيفية تطور الموقف العربي.
ثلاث مراحل للموقف العربي
في المرحلة الأولى (مارس/آذار2011- فبراير/شباط 2012)، قادت الدول العربية الجهود الرامية إلى إنهاء الاقتتال والتوصل إلى تسوية سياسية.
بدأت المرحلة الثانية (مارس/آذار 2012- 2018) بتعيين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوثا مشتركا لكل من الأمم المتحدة والجامعة العربية في مارس/آذار 2012. وتجلّت هذه المرحلة بتخلّي العرب عن المبادرة وتركها إلى الأمم المتحدة و"مجموعة أصدقاء سوريا" (FSG)، و"المجموعة الدولية لدعم سوريا" (ISSG)، ومنصة آستانة.
أما المرحلة الثالثة، فقد بدأت ظاهريا عام 2018، عندما قام وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم بزيارة سلطنة عُمان. ولكن كان قد سبق ذلك مؤشرات على أن إعادة تقييم العلاقات مع الحكومة السورية كانت تجري بالفعل في عواصم عربية بدءا من العام 2015.