يجري نقاش مستفيض لما يحدث من تغييرات على المستوى الدولي، وأثر ذلك على القضايا العربية، ومنها القضية الفلسطينية والتطورات المتعلقة بها، من جوانب مختلفة. قد نجد يوميا نقاشا عن القطبية وتفرد الولايات المتحدة على رأس النظام الدولي، وعن صعود الصين، أو عن دور الاتحاد الأوروبي، وحتى عن عودة روسيا كعامل مركزي في العلاقات الدولية، وما يتعدى ذلك من نشوء نظام دولي متعدد الأقطاب، أو على الأقل المسار باتجاه ذلك. يوميا نجد نقاشات وتحليلات عن أثر ذلك على القضايا العربية عموما، والقضية الفلسطينية تحديدا.
أيضا، ثمة نقاش مهم عن علاقة دول الجوار العربي، تحديدا إسرائيل وتركيا وإيران، مع العالم العربي، وأثر تحركات هذه الدول على الأوضاع العربية من تحالفات وتحولات في مراكز القوى العربية، كما على التماسك الداخلي والخلافات الداخلية في مجتمعات العالم العربي، بما في ذلك ما يجري من تأثير على الفلسطينيين وقضيتهم وتماسكهم الداخلي.
مقابل كل ذلك، يجري تحليل قليل لما يجري من تغييرات وترتيبات داخل دول ومجتمعات الجوار، وخصوصا عن تأثيرات ذلك على العلاقة مع العالم العربي، بما في ذلك الوضع الفلسطيني.
مثلا، إسرائيل وتركيا وإيران (وغيرها) تمر بصراعات داخلية جدية، وهذه الصراعات بين أطراف مختلفة ومتنافسة، تشمل مواقف وترتيبات موجودة أو محتملة، حول العالم العربي والعلاقة معه. وسوف تفضي هذه النقاشات إلى ترتيبات، جزء كبير منها له علاقة بالأوضاع العربية عموما، وقضاياه الهامة مثل فلسطين وسوريا والعرق واليمن وليبيا، إلخ.. لذلك هنالك أهمية قصوى لمحاولة تقصي ما يجري في مجتمعات تلك الدول، ومحاولة رسم تصور لتداعيات ما قد يحصل داخليا في الحالات الثلاث، على ما يحصل في المجتمعات العربية.
لن تكفي المساحة هنا لشرح كل أبعاد ذلك، لكنها دعوة أولية لجهد عيني ومحدد يخصص لفهم ما يجري داخل هذه المجتمعات والتأثيرات المحتملة للتغييرات الحاصلة فيها على المجتمعات العربية والقضايا العربية المركزية.