كتب من قماش
لا يقتصر اهتمام المزروعي الحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة اليرموك في الأردن في اللغة العربية وآدابها عام 2005 على الكتابة للأطفال فقط، بل سعت إلى ابتكار أفكار لمجموعة من الكتب المصنوعة من القماش للأطفال الحديثي الولادة. تقول: "الكتب القماشية هي للأطفال الصغار جدا، يمكن حملها، وتعليقها في عرباتهم، من خلال اللمس يسمعون صوت خشخشة، أو يتعرفون في هذه المرحلة الى الأشياء من خلال الفم. وهي كتب آمنة للاستخدام، لأن القماش يراعي المواصفات الأوروبية والخليجية، وتطبق عليه أعلى معايير السلامة والصحة، وتحتوي هذه الكتب على أجزاء من أغان شعبية تناسب أعمارهم، وتذكّر الأمهات بشكل غير مباشر بطفولتهن، وبضرورة الغناء لأطفالهن. وقد نفذت الفكرة منذ سنوات، وهي ضمن أكثر أعمالي انتشارا".
أما المشروع الأخر فهو الألعاب الخشبية، تذكر المزروعي: "اهتممت بجوانب عدة في مجال النشر، أولها الكتاب الورقي من خلال سلسلة الطفل الخليجي، سلسلة الطفل العربي، والقصص المترجمة، وثانيا الألعاب إجمالا ومنها الخشبية، الألعاب الالكترونية التي بدأنا العمل عليها أخيرا. وأنا لست مع فكرة إبعاد الأطفال عن الشاشات، لكن مع فكرة ألا تكون تسليته الوحيدة، وأن تحدد عدد الساعات اليومية، لأن أسبوعه لا بد أن يكون مفعما بالحيوية والإبداع والنشاط، حتى يشبع نفسه من الغذاء الجمالي من خلال القراءة والكتابة والرسم والموسيقى والسينما والمسرح وغيرها، والمراد من ذلك تعليمه حب النفس وتقدير الذات، والذكاء الاجتماعي، والمعايشة السلمية. كذلك تحفيزه على النشاط الرياضي، دون ان نغفل الجانب الروحي والإيماني، مع ضرورة أن يتعلم الطفل كيف يسعد نفسه بشكل صحيح، ويوازن بين دراسته وحياته".
عناوين إصدارات الدكتورة فاطمة المزروعي للأطفال كثيرة منها "مغامرات القرد الصغير" و"القرد وآخر وحش في العالم" وغيرها من قصص تثير خيال الأطفال وتقودهم إلى أفق لامحدود. عنها تقول: "بدأت بقصة 'مغامرة القرد الصغير' لأنني أحب القرد، فهو يلفت انتباهي، أحب شقاوته وذكاءه، وما يتعلق بحياته، لهذا أقرأ كل ما أجده عنه. الخيال جعلني أدخل عالمه من خلال الطفل الذي يغفو على كتابه، ليدخل الغابة، تناولت جانبا جديدا ألا وهو التربية عند القردة، وكيف تعدل سلوك أطفالها! أما قصتي الجديدة "دفتر أحمر لمغامرات منصور" فالخيال يحلق فيها إلى عوالم أخرى، أرجو أن يعجب أصدقائي الصغار. وقد ركزت فيها على الإبداع والخيال والتأمل وقبول الآخر والتعايش السلمي".
وتضيف: "حاولت تقديم تجربة فنية مختلفة بين كتاب وآخر من خلال التعاون مع الرسامة المبدعة فاطمة البستاني، فأصدرنا معا ثلاثية الشيخ زايد القائم على فكرة الكتاب المجسم pop up، وقصة "رديم" التي ركزت على التعريف بمناطق في إمارة أبوظبي، وكيفية قضاء الإجازات الشتوية وجهود الشيخ زايد البيئية، حيث يلمس الطفل الرسومات ويحاكي لمسيا ما تهدف اليه القصة، ألا وهو التأمل كبعد يضاف، أما قصة 'كيف تصطاد فكرة' فتتناول الإبداع من خلال جانب تفاعلي في آخر القصة. أما 'الدمية الأولى' التي صدرت في 2022، فأعتمد فيها على بناء العالم القصصي كدمى وبيت ومدرسة وصور. وهناك تقنيات كثيرة من الصعب تناولها كلها.
وأخيرا تحدثت الدكتورة المزروعي عن كتابها "الأغاني الشعبية" الذي يوثق جانبا من تراث الإمارات. تشير إلى أن الكتاب جاء بتكليف من مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. تقول: "معظم ما أكتبه حاليا هو مقالات عن تراث الإمارات، وجل إصداراتي في قصص الأطفال يركز على تعزيز الهوية الوطنية والجانب التراثي واضح فيها، إضافة إلى الألعاب الخشبية التي أذكر منها على سبيل المثل خزانة شمسة وبيت الدمى".