تداولت بعض أذرع الإعلام النفطي الغربي حظر منظمة "أوبك" دخول بعض مراسلي وكالات الأنباء العالمية مقر المنظمة في فيينا، ومنعهم من حضور اجتماع تحالف منتجي "أوبك بلس" يوم غد الأحد.
لم يأت قرار منع دخول تلك المجموعة وليد اللحظة أو من فراغ، بل ضد مجموعة لها تاريخ من الترصد والارهاصات والاسقاطات على تحالف منتجي "أوبك بلس" مدى سبع سنوات متتالية، آخرها الترويج لقصة مضللة لا تستند إلى مصادر موثوق بها أو حتى معروفة، عن تصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وروسيا في شأن مستويات إنتاج النفط، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان الدافع وراء تلك الاشاعات سياسيا أم اقتصاديا قبيل اجتماع وزراء التحالف.
لم يعد مقبولاً التموضع الدفاعي لمنظمة "أوبك" بعدما استغلت الجهات المُشيطِنة للنفط بشكل مكثف، وسائل الإعلام المتنوعة لتوجيه الرأي العام والمؤثرين نحو تشويه صورة الصناعة النفطية. لذلك، تعمل منظمة "أوبك" على استخدام ذراع إعلامية خاصة بعد تأهيلها حرفيا ومهنيا، يمكنها اختراق صفوف الجهة المقابلة، التي لطالما هاجمت، ولا تزال، النفط ومنتجيه بلا سند وبلا موثوقية، ليس محاربة للنفط بقدر محاربة مصالح المستهلكين واقتصاداتهم من جهة، وضرب اقتصادات المنتجين من جهة أخرى.
من وراء الترويج لقصة مضللة عن تصاعد التوتر بين السعودية وروسيا في شأن مستويات إنتاج النفط عشية اجتماع "اوبك بلس"؟
ولم يعد مقبولا بقاء "منظمة أوبك" في موقع المتلقي الذي كلف منتجيها الكثير. فقد آن الأوان للانطلاق بخطة إعلامية استباقية تقطع الطريق على أصحاب الأجندات المناهضة لمنتجي لنفط في محاولتهم تمرير مغالطات أو حتى أكاذيب من دون أي اعتبار لمستقبل الاقتصاد العالمي والأمان الاجتماعي وحاجة المجتمعات المستمرة والمستقرة للنفط. وقد رأينا كيف تأثرت مشاريع استثمارات المنبع بالحرب الإعلامية على النفط، التي قد تفضي بالعالم إلى مواجهة النقص الكارثي في الإمدادات على المدى البعيد او حتى المتوسط. في وقت رأينا هذه الوسائل نفسها تغض الطرف عن تناقضات "وكالة الطاقة الدولية" الصارخة في معرض تهجماتها على النفط.
إقرأ المزيد عن: وكالة الطاقة للأخطاء المستدامة
ديبلوماسية منظمة "أوبك" في عالم النفط مطلب لا خلاف عليه، لكنه يحتاج الى تفعيل ذراع إعلامية يقظة، خلافا لعدم فاعليتها التي لمسناها في إدارة بعض القضايا الدولية المهددة لاقتصادات الدول المنتجة. وبينما نجد الكثير من التحليلات غير القائمة على حقائق ووقائع وتتسم بالتضارب والتناقض، تمتلك منظمة "أوبك" الصدقية والموثوقية، مما يسمح لها بقيادة الإعلام النفطي بعيداً من هيمنة وكالات الأنباء العالمية وتزويد العالم المعلومات من مصدرها، كالمرجع الأول الموثوق به الذي تصدر منه الأخبار والتحليلات والتوقعات النفطية.
تمتلك منظمة "أوبك" الصدقية والموثوقية، مما يسمح لها بقيادة الإعلام النفطي بعيداً من هيمنة وكالات الأنباء العالمية، وبعيدا من الأخبار النفطية النمطية المؤدلجة
ديبلوماسية ... وقيادة حكيمة
نجاح تحالف "أوبك بلس" للسنة السابعة على التوالي جاء بفضل قيادة حكيمة وتضافر جهود المنتجين على الرغم من قساوة الظروف مع أكبر صدمات للطلب على النفط. استمر نجاح "أوبك" في تبني استراتيجيات تعكس قراءة صحيحة لحاجة أسواق النفط حتى مع مخاوف الركود الاقتصادي وتداعيات التضخم.
تمتلك "منظمة أوبك" الديبلوماسية، كما إمكان إعادة ترتيب أوراق الإعلام الدولي في الطاقة وتزويد العالم مستجدات القطاع وتطورات أسواق النفط بشكل دوري وآني بعيدا من تلك الأخبار النفطية النمطية المؤدلجة غير الموثوق بها، التي تتصدر وكالات الأنباء العالمية، مما سيدفع الكثير منها الى إعادة النظر في منهجيتها المضللة في تناول أخبار أسواق النفط خدمة لأجندات خفية أو فقاعات إعلامية ذات أهداف مادية بحتة. فكل الاقتصادات، سواء أكانت انتاجية أو استهلاكية، يحق لها الاطلاع على حقائق الأمور لكي تعمل بشيء من الاستقرار ينتج منه نمو اقتصادي حقيقي ومتين.