مع استمرار الأزمة الاقتصادية في إيران، حذر حجة الله أكبر أبادي، وهو من الشخصيات البارزة في النظام الإيراني، في مقال افتتاحي نشرته صحيفة "ابتكار" في عددها الصادر يوم 15 مايو/أيار الحالي، من مغبة تصاعد ظاهرة هجرة الأدمغة والنخب العلمية من البلاد.
وقال "إن الإحصاءات مثيرة للقلق إلى درجة كبيرة، بدءا من هجرة النخب العلمية مرورا بنصف مليون كرسي شاغر في جامعات البلاد". وتابع: "كان الشباب في فترة الثمانينات يفعلون أقصى ما في وسعهم للانضمام إلى الجامعة ولم يستطع عدد كبير منهم دخول الجامعات لأن الجامعات كانت تقبل عددا محدودا من الطلبة".
وتساءل: "ماذا حصل خلال العقود الأربعة الأخيرة وأدى إلى تخلي الشباب عن الرغبة في الدراسة الجامعية؟ والأسوأ من ذلك أن النخب العلمية تفكر في الهجرة ليس فقط لأسباب تتعلق بمزايا الحصول على المنح الدراسية أو غيرها من التسهيلات بل إن الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لها الأثر الأكبر على دفعهم إلى مغادرة البلاد".
ورأى أن "رغبات الشباب تغيرت وبات الكثير منهم يفضلون الدخول إلى سوق العمل وورش تنمية المهارات بدلا من الدراسة في الجامعات. وهنا يجب أن نوجه الانتقاد إلى المسؤولين ونسألهم لماذا تجاهلوا متابعة هذا الأمر وكشف أسبابه بالرغم من التحذيرات الصادرة عن الخبراء خلال الأعوام الماضية؟".
وأشار إلى أنه "وفقا للتصريحات الأخيرة الصادرة عن المتحدث باسم لجنة شؤون التعليم في البرلمان لا توجد آذان مصغية من المسؤولين لمتابعة مشاكل الشباب والحؤول دون هجرة النخب العلمية!". وقال إن ذلك "يُبرز مخاوف كبيرة من أن المسؤولين لا يحركون ساكنا لتحسين الوضع إلا بعد فوات الأوان وبعد أن تتعرض البلاد لفراغ كبير من حيث القوى البشرية المتخصصة والخبيرة".