في وقت تظهر الأسواق المالية تفاؤلا بقرب الوصول الى بر الأمان، ولو موقتا، يبقى الحذر سيد الموقف على الرغم من توصل الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي إلى "اتفاق مبدئي" للحد من الإنفاق ورفع سقف الدين الفيديرالي.
وفيما أعد مشروع القانون، ليصار إلى عرضه على الكونغرس للتصويت غدا، وصف بايدن الاتفاق بأنه "خطوة مهمة إلى الأمام تخفض الإنفاق مع حماية البرامج المهمة للعمال وتنمية الاقتصاد للجميع"، مضيفا أنه "يحمي الإنجازات التشريعية للديموقراطيين في الكونغرس". وذكر "أن الاتفاق يمثل حلا وسطا، أي أن كل طرف لم يحصل على كل ما يريد". و"هو بشرى سارة للشعب الأميركي، لأنه يجنب ما كان يمكن أن يؤدي إليه تخلف الحكومة الفيديرالية عن دفع التزاماتها من ركود اقتصادي، وتدمير حسابات التقاعد، وفقدان ملايين الوظائف".
في المقابل ذكر مكارثي أن "إدمان الإنفاق لدى الديموقراطيين تسبب في مشاكل كبيرة: ارتفاع قياسي في التضخم أدى إلى كسر موازنات الأسر، وزيادات سريعة في أسعار الفائدة استجابةً للإنفاق التضخمي، وجعل أميركا أكثر اعتماداً على حاملي الديون الخارجية وقيمتها بلغ 7,3 تريليونات دولار".
يبقى الخطر قائما من أن يثير الاتفاق غضب الجانبين الديموقراطي والجمهوري من التنازلات المقدمة للوصول إليه. فمضمونه إبقاء مستوى الإنفاق التقديري غير الدفاعي في الموازنة ثابتا لسنة 2024، ورفعه بنسبة 1 في المئة لسنة 2025، في مقابل رفع سقف الدين لمدة عامين، يدفع بهذه القضية السياسية المغلفة اقتصاديا والمتقلبة، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
للمزيد عن تاريخ قضية سقف الدين الأميركي، الحاضر والمستقبل، وقائع وأرقام وانفوغراف إقرأ تحليل توفيق شنبور الشامل بعنوان "زلزال مالي ينتظر اميركا"
من المعلوم أن جمهوريين متشددين كانوا وراء إيصال مكارثي الى رئاسة مجلس النواب. وهؤلاء يقاومون بشدة خفض الإنفاق العام وعدم رفع سقف الدين الفيديرالي. أول الغيث بعد إعلان الاتفاق كان تصريح النائب الجمهوري بوب غود، "إذا كان صحيحا ما سمعت من أن الصفقة تتعلق بزيادة في سقف الدين مقدارها أربعة تريليونات دولار، فلست في حاجة الى سماع أي شيء آخر. لا يمكن لأي شخص يدّعي بأنه محافظ أن يصوت بنعم على هذا الامر".
اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن رفع سقف الدين الأميركي.. ما أبرز نقاطه؟#العربية pic.twitter.com/06HuukQBAh
— العربية (@AlArabiya) May 29, 2023
ماذا سيحدث في حال لم يصوت الكونغرس
هذا الكلام يظهر أن الخطر لا يزال قائما في شأن تمرير الجمهوريين المتشددين "الصفقة" في مجلس النواب، وأيضا في شأن الآثار الكارثية التي ستنجم عن الإخفاق في التصويت لصالح لمشروع القانون. فالحكومة الفيديرالية الأميركية لن تصبح قادرة على جمع أموال إضافية من الأسواق لتمويل إنفاقات إداراتها، وستعتمد بالتالي على العائدات الضريبية لضمان استمرار أعمالها. وسيتعين عليها تحديد أولويات الإنفاق المختلفة المنصوص عليها في قوانين الموازنة والتي سبق للمجلسين الموافقة عليها دون احترام سبل تأمين مواردها.