انتهت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا أخيرا. وانتُخب رجب طيب أردوغان رئيسا للبلاد، للمرة الثالثة، وأصبح للبلد برلمان جديد.
لم يتمكن أي من المرشحين الأربعة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 مايو/أيار الحالي من اجتياز عتبة 50 في المئة+1.
وكانت النسب وعدد الأصوات التي حصل عليها المرشحون في الجولة الأولى في 14 مايو/أيار كما يلي:
رجب طيب أردوغان: 49.52 في المئة (27.133.849 صوتا).كمال كليشدار أوغلو: 44.88 في المئة (24.595.178 صوتا).سنان اوغان: 5.27 في المئة (2.831.239 صوتا).محرم إنجه: 0.43 في المئة (235.783 صوتا).
وقد تأهل رجب طيب أردوغان وكمال كليشدار أوغلو، بصفتهما المرشحين الأوفر حظا في الفوز، إلى الجولة الثانية.وفيما يلي النسب المئوية وعدد الأصوات التي حصل عليها المرشحون في الجولة الثانية التي جرت في 28 مايو/أيار (مع فتح 99.9 في المئة من صناديق الاقتراع):
رجب طيب أردوغان: 52.16 في المئة (27.725.131 صوتا).كمال كليشدار أوغلو: 47.84 في المئة (25.432.951 صوتا).
وقد أخفق أردوغان في الفوز في الجولة الأولى بفارق ضئيل جدا بلغ 0.48 في المئة، ولكنه فاز بفارق 4 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية.
وسيطر أردوغان على السياسة التركية على مدار الـ22 عاما الماضية. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بشكل خاص في الريف وبين الأشخاص الذين هاجروا إلى المدن الكبرى، حيث يرونه كواحد منهم، كما يعتبر وسط الأناضول والبحر الأسود خزّاني أصواته.
ودخل أردوغان وحزب العدالة والتنمية الانتخابات وهما يواجهان عدة عوائق، فالأزمة الاقتصادية الخطيرة، والزلزال المدمر الذي حدث في 6 فبراير/شباط الماضي، والاتهامات بالفساد والصفقات غير المشروعة، والفضائح المتعلقة بأوساط حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك أردوغان ووزراء حزب العدالة والتنمية، كل ذلك ترك بصمته على حملة الانتخابات.
لكن أردوغان نجح في وضع القضايا الأمنية في صدارة الحملة الانتخابية ودفع بالاقتصاد إلى الخلف. واستطاع إقناع الموالين له بأنه على الرغم من وجود مشاكل في الاقتصاد، إلا أنه سيصلح الأمور إذا أعيد انتخابه. كما تمكن من التأثير على الناجين من الزلزال بتعهداته بإعادة الإعمار، وتمكن من الحفاظ على أصواته حتى في المناطق الأكثر تضررا من الزلزال بخسائر قليلة نسبيا. أما أنصاره فتجاهلوا مزاعم الفساد.
وكانت مهارات أردوغان السياسية وقدرة حزبه على الحشد والتنظيم عوامل رئيسة أدت به إلى الفوز في الانتخابات، لكن المحاباة الهائلة لصالح أردوغان طوال الحملة الانتخابية لا يمكن تجاهلها أيضا. فالمعسكر الذي يقوده أردوغان يتمتع بسيطرة مطلقة على معظم وسائل الإعلام في تركيا. إذ إنه كان يظهر طوال الحملة الانتخابية على التلفزيون عدة مرات في اليوم الواحد للمشاركة في الافتتاحات والبرامج المباشرة والتجمعات وغيرها. كما كان يظهر في مقابلات مباشرة على أكثر من 20 قناة تلفزيونية في وقت واحد. كما استخدم أردوغان امتيازات الرئاسة وموارد الدولة على أكمل وجه طوال الحملة.