نظرا إلى موقع تركيا الجيوسياسي وارتباطه بتاريخها وتأثيرها الدائم على المسألة الكردية، داخلياً وفي مختلف دول الإقليم، فإن إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان لولاية رئاسية ثالثة، مدتها خمس سنوات، ستكون ذات تأثير بالغ على مسارات ومصائر المسألة الكردية في المنطقة، بمختلف ملفاتها وأماكن انتشارها؛ فالمسألة الكردية ظلت على الدوام متداخلة ومتشابكة ومتأثرة بالسلطة/الحاكم لتركيا ونوعية توجهاته الإقليمية وسياساته الداخلية وخياراته الدولية، بل إن التاريخ الشخصي والسيرة السياسية للشخص والحزب الحاكم لتركيا كانت ذات تأثير جوهري على هذا الملف الضخم، المسألة الكردية.
راهناً، تتفرع المسألة الكردية بالنسبة لتركيا إلى أربعة ملفات متداخلة مع بعضها، لكنها تشكل في مجموعها لوحة واحدة، مؤثرة ومتأثرة تماماً بخيارات حاكم تركيا، الذي لا يستطيع بدوره إلا أن يتعامل مع كل تفصيل منها، فالمسألة الكردية من القضايا النادرة التي تمس الأمن القومي التركي دوما.
هذه الملفات الأربعة تبدأ من البعد السياسي والهوياتي الداخلي للمسألة الكردية في تركيا، وتمر بالمواجهة العسكرية التي تخوضها تركيا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK) في المنطقة الجبلية بين تركيا وإقليم كردستان في العراق، وحتى منطقة سنجار غرب محافظة الموصل العراقية، وتتكثف في شكل مجابهة تركيا للحضور السياسي والعسكري الكردي في سوريا، الممثلة في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا وقوات سوريا الديمقراطية، ولا تنتهي بتفاصيل العلاقة بين تركيا وإقليم كردستان الفيدرالي في العراق. وثمة بعض المراقبين يرصدون نوعاً خاصاً من التعاطي السياسي والاستخباراتي التركي مع الجالية الكردية في الدول الأوروبية.