القاهرة: بعد أن مرّ الأسبوع الأول من موسم عيد الفطر السينمائي المصري، وحقق فيلم "هارلي" لبطله محمد رمضان – الرابح الأكبر من موسم دراما رمضان بمسلسله البارز "جعفر العمدة" – حقق الإيرادات الأعلى في شباك التذاكر، بدأت في الارتفاع أسهم فيلم "يوم 13"، الذي روّج صُناعه له، كأول فيلم رعب عربي ثلاثي الأبعاد.
وليست المسألة في ما إذا كان "يوم 13" هو الأول أو الثاني، فمن الطبيعي أن يبحث مُنتجو العمل عن نقاط قوّة من الناحية التسويقية لجذب المُشاهد. لكنها ربما تكون في الوعد الذي يلتزم به وائل عبد الله مؤلف الفيلم ومخرجه، مع طاقم عمله الكبير، تجاه المُشاهدين، حين يقول هذه العبارة. ذلك أننا إن تحدثنا عن الأفلام ثلاثية الأبعاد، لا مفر أمامنا من استدعاء سلسلة أفلام "أفاتار" الأميركية، التي لم تستعمل تقنية جديدة وظلت رائدة في هذا المجال فحسب، لكنها كذلك أنتجت كائنات حديثة تماما، بين البشر والكائنات الأثيرية، بل وكرست كذلك لها أدوارا شبه مُستحيلة تنصّل منها الضمير الإنساني، كمحاولة الحفاظ على البيئة والتصدي للتوحش البشري الرأسمالي، والوفاء لقيم عليا حقيقية.
لن يكون من المُنصف بالتأكيد مقارنة "يوم 13" بأفلام "أفاتار"، وذلك ليس لعيب في أول فيلم عربي ثلاثي الأبعاد، لكن للحرية التي لا تُضاهَى وتتمتع بها السينما الأميركية، على مستوى الإنتاج والأفكار وإمكانيات التجريب اللانهائية. مع ذلك، يظل هذا الاستدعاء للسينما الأميركية طبيعيا، قصده صُناع هذا الفيلم أنفسهم حين قرروا اللجوء إلى تقنية الأبعاد الثلاثية، وكذلك حين اختاروا نوع الرعب، وهو نوع غير دارج كثيرا في تاريخ السينما المصرية والعربية، لأسباب عديدة لا يتسع المجال لذكرها. ومع أن صناعة سينما الرعب ليست حكرا على أميركا، وأن هناك سينمات أخرى متفوقة وعريقة في صناعة الرعب، إلا أن التجربة أثبتت أن قطاعا كبيرا من صُناع السينما المصرية مُغرم بأفلام الرعب الأميركية التي قالت كل شيء يمكن أن تقوله تقريبا منذ سنوات، ولم يعد لديها ما تُضيفه، باستثناء بعض التقنيات المُبهرة وبعض الخضّات الزائلة.