التجييش والتحريض، هما ضمن نهجٌ قديمٌ في الخطاب "الإخونجي" الشعبوي منذ كانوا يتولون زمام التعليم في مدارس دول الخليج العربي، فكان مدرسو "الإخوان" في جميع البلدان يجنّدون الشباب ويشحنونهم ضد حكامهم وبلدانهم. وما يفعلونه الآن في السوشيال ميديا امتداد لما دأبوا عليه سابقا. فعلاوة على شتم وتخوين، يعمدون إلى تيئيس الشباب، وسدّ آفاق المستقبل أمامهم، وتزهيدهم في أنظمتهم ومشروعات التنمية، اعتقاداً منهم أن ذلك سيسهل الطريق عليهم للوصول إلى حكم تلك البلدان مستقبلاً.
ينتشر "فقهاؤهم" في مواقع التواصل الاجتماعي، وتطالعنا صورهم في قنوات فضائية. هؤلاء هم الذين يقدمون الجرعة الأولى من جرعات السم الزعاف إلى شباب هذه الأمة. إن أخطر هؤلاء هم "إخوان" دولة الكويت الذين يوفرون دعماً اقتصادياً للتنظيم الدولي، فلم تعد خافية تحرّكاتهم وصلاتهم مع أحزاب ومنظمات يسارية غربية، وقادة دول ممن يبحثون عن جسور ومداخل إلى الساحات الداخلية لبلدان الخليج العربي، وذلك على غرار تآمر بعضهم في خيمة معمّر القذافي.
وكان طارق السويدان كتب:" قلب الأنظمة العربية قد حان، وأن الحكومات العربية الحالية ستزال، وأن تخطيط الأخوان قد نجح وما هي إلا أشهر قلائل وسيذهب أنصار الحكومات العربية من غير رجعة". وهو نشر تغريدة على "تويتر" قبل أيام قال فيها "إن المسجد الحرام والمسجد الأقصى شقيقان، جمعهما الوحي وتجمعهما أنوار ليلة القدر وبركاتها، نسأل المولى سبحانه أن يجمعهما التحرير قريبا غير بعيد، وأن يرزقنا الصلاة فيهما على خير حال". لكنه سارع إلى حذفها مدعيا أنه لم يكتبها ، واعتذر عنها. لكن ولا قيمة لاعتذاره الذي يصدق عليه قو الشاعر : "قد قيل ما قيل، إن صدقاً وإن كذباً ... فما اعتذارك من قولٍ إذا قيلا ".
لا شك أن الحقد على الدولة والحكام والمجتمع عقيدة "إخوانية"، وكان "إخوان" بلادنا قد خططوا لتأسيس ميليشيات من ثلاثة ملايين فرد لـ "حماية الأماكن المقدسة"، كما يزعمون، صرح بذلك أحد المتآمرين في إحدى القنوات. هي في الواقع مجرد ميليشيات على غرار "حزب الله" اللبناني و "الحرس الثوري" الإيراني .
لقد كان "الإخوان" يأملون بالسيطرة على بلادنا، لكن الله خيب مساعيهم. ألم يقل أحدهم مقولته الشريرة : "لقد تغيرت قواعد اللعبة؟". هذا وأمثاله يتجاهلون أن سياسة الدولة تسير على ذات النهج ، وأن العهود في بلادنا متواصلة يكمل الخلف ما بدأه السلف.
ينتشر "فقهاؤهم" في مواقع التواصل الاجتماعي، وتطالعنا صورهم في قنوات فضائية. هؤلاء هم الذين يقدمون الجرعة الأولى من جرعات السم الزعاف إلى شباب هذه الأمة.
وقد نُشر منذ أمد مقطع لـ "إخونجي" خليجي ، وثق تحريضه على الإرهاب، وفخره واعتزازه بالإرهابيين، وإساءته لرموز بعض الدول الخليجية والعربية. يشرح في المقطع الذي تداوله مغردو "تويتر"، طريقة عملية إرهابية في أميركا. ولا يكتفي بذلك بل يروج للإرهابيين.
لقد رضي "إخوانيون" بان يشكلوا قوة ناعمة لأردوغان، ومؤخرًا أصدروا بيانًا عنوانه: "علماء الأمة يدعون إلى انتخاب أردوغان". وكان على رأس الموقعين خليفة القرضاوي، علي القره داغي أمين ما سمي «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين». وهوالذي أثار أحدهم تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تغريدة له دعا الله أن يفوز رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة.
اعتاد "الإخوان " على التفاني في حب أردوغان وغيره من الحكام غير العرب، لكن الغريب في تغريدته هو وصف بلاده الكويت بوصف لا يصدر إلا عن حاقد وكاره لوطنه، إذ قال في تغريدته التي نالت أكثر من 2.6 مليون مشاهدة منذ نشرها يوم الأربعاء الماضي: "من الكويت صحراء النفط والتيه أرفع أكف الضراعة: اللهم أنصر رجب طيب وحزبه"؛ ولا ريب أنه يشير بقوله "صحراء النفط والتيه" إلى الآية الكريمة التي ذكر الله فيها أن بني إسرائيل ﴿يتيهون في الأرض﴾؛ أي يسيرون في أرض سيناء مدة 40 سنة، تائهين في شعابها ووديانها وتلالها وكثبانها، محتارين لا يعرفون إلى أين يسيرون، وإلى أين سينتهي سيرهم. فهل يتمنى هذا الحال لأهل الكويت المسلمين والمسالمين؟
فالتيه مرتبط بحالة الإنسان الذي يضل الطريق الصحيح، وهو ذو دلالة على الضياع والتيه في صحراء ليس فيها علامة يُهتدى بها، فيتيه ويضل ويحتار سالكها. وكان هذا جزاء كفر بني إسرائيل بأوامر الله ، فتاهوا كل تلك السنين في الصحراء لم يستطيعوا الخروج منها. إن هذا وأمثاله "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ".