عندما هاجم مئات من المستوطنين المتطرفين بلدة حوارة بالضفة الغربية المحتلة في فبراير/شباط الماضي، في أعقاب مقتل مستوطنين اثنين، اعتقد سكانها أنهم سيُحرقون أحياء.
لم يكن الحادث جديدًا، إذ كانت البلدة هدفًا لحرائق متعمدة دبرتها مجموعات من المستوطنين بشكل متكرر. لكن حجم الهجوم الأخير كان غير مسبوق، بحسب شهود عيان.
والأسوأ من ذلك، دعا وزير كبير في الحكومة الحالية بقيادة اليمين المتطرف، هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى "محو" حوارة من الوجود، في حين قال شهود عيان إن تقاعس الشرطة والجنود الإسرائيليين لم يكن جديدًا في "سياسة ممنهجة" للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
ولا عجب أن سكان البلدة يعيشون حالة من الذعر. فإذا قمت بزيارة منزل هناك أو منازل أخرى في القرى والبلدات المحاطة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، يمكنك بسهولة معاينة التدابير الوقائية والاحترازية الفلسطينية، خاصة كاميرات المراقبة والأسلاك الشائكة، بينما دفع الخوف سكانا إلى تشكيل فرق محلية لحراسة أحيائهم.
وفي مسرح الجريمة، غالبًا ما تُنقش جدران بعض البيوت بكلمات عبرية تعني "تدفيع الثمن". وهذه هي الرسالة التي يريد المستوطنون المتطرفون إرسالها للفلسطينيين بأنهم سيدفعون ثمناً باهظاً بشكل جماعي ردا على هجمات من فلسطينيين أو لمعارضتهم التوسع في المشروع الاستيطاني.