القاهرة: ابتداء من يوم 5 مايو/أيار بات الفيلم الأميركي "ابنه الوحيد" His only son متاحا للمشاهدة عبر المنصة العالمية Apple، وذلك بعدما تجاوزت أرباحه في شباك التذاكر الأميركي أكثر من 12 مليون دولار، في حين لم يتكلف إنتاجه أكثر من ربع مليون دولار.
ينتمي الفيلم إلى فئة الأفلام القليلة التكلفة، ولم يكن يُنتظر منه أن يُحقق كل هذه الأرباح بالطبع، مع ذلك فإن فيلما دينيا يتزامن عرضه مع عيد الفصح، ويُقدم شخصية النبي إبراهيم، من وجهة النظر المسيحية، مركزا على الامتحان الصعب الذي خضع له، حين خاطبه الرب كما يصف سفر التكوين: "خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق، واذهب إلى أرض المريا، وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك"، لم يكن ممكنا أيضا أن يمرّ من دون أن يلفت الأنظار.
الفيلم من كتابة وإخراج ديفيد هيلينغ، وهو مخرج شاب قرر أن يكرس حياته الفنية لتجسيد قصص دينية من الإنجيل حسب ما يروي عنه الموقع السينمائي الشهير IMDB. يؤدي دور النبي إبراهيم الممثل اللبناني نيكولا معوض، مما جذب الجمهور اللبناني لمشاهدة الفيلم الذي بدأ عرضه في صالات بيروت الشهر الماضي. أدّت دور سارة، زوجة النبي، الممثلة ذات الأصول الإيرانية سارا سيد، وأدّى إيدان موسكوفيتش دور إسحاق. صُوِّر الفيلم في صحراء كاليفورنيا كأنها صحراء العراق، وبحسب الحكاية التي جرت قبل نحو أربعة آلاف عام، فإن الأحداث تدور كليا في الصحارى والخيام، ولا تضم العناصر الجذابة سينمائيا كما كانت الحال في فيلم "نوح" للمخرج دارين أرنوفسكي الذي يحكي عن الطوفان، والسفينة التي قضى النبي نوح حياته وهو يصنعها، بالإضافة إلى الحيوانات والمعارك والصراعات مع أهل الأرض الفاسدين قبل الطوفان.
كل ذلك مثّل جاذبية لمُشاهد هوليوود العادي، حتى وإن لم يكن من المتدينين. أما في حالة "ابنه الوحيد"، فالسؤال المنطقي الذي يتبادر إلى الذهن قبل المشاهدة، هو ما الجديد في هذا الفيلم؟ ما الذي يجذب لمشاهدته مع كل هذا التقشف في الصورة، البادي حتى من الإعلان الترويجي؟