بحسب بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، تبلغ الاحتياطات النفطية المؤكدة لدى السودان وجنوب السودان 5 مليارات برميل، لكن الإنتاج ظل راكدا في السنوات الأخيرة على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج من الآبار القديمة ومحاولات يائسة لجذب استثمارات أجنبية في ظل عزوف شركات النفط العالمية، نظرا إلى غياب الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
كان من المفترض أن تبدأ حكومتا البلدين أخيرا بتقديم دفاتر شروط الترخيص للمستثمرين الأجانب لزيادة الإنتاج والإيرادات، حيث تمتلك شركة "بتروناس" الماليزية غالبية الأصول الرئيسية للتنقيب عن النفط في جنوب السودان.
تأثر إنتاج النفط بسبب الحرب
انخفض إنتاج جنوب السودان من النفط الخام الى 150 ألف برميل يوميا، وفقا لتقديرات وكالة "بلاتس" التابعة لـ"ستاندرد أند بورز غلوبل"، في مقابل 350 ألف برميل في اليوم، كان جنوب السودان اعتاد إنتاجها قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2013 التي دمرت مرافق الإنتاج لمعظم حقول النفط. ومنذ عام 2018، يحاول جنوب السودان إعادة فتح الحقول المدمرة على أمل العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت عليها قبل الحرب.
أما في السودان، ونظرا الى ضآلة الانتاج، فقد لا يثير القتال مخاوف من تأثر إمدادات النفط العالمية، كونه ينتج 60 ألف برميل يوميا فقط، وهو ضمن منتجي تحالف "أوبك بلس". يتم تصدير نفط السودان وجنوب السودان غالبا إلى مصافي تكرير آسيوية في الصين والهند وماليزيا وسنغافورة.
كذلك، يعتمد السودان على استيراد المشتقات البترولية لعدم وجود مصافي تكرير تكفي الطلب المحلي. بالتالي، عزز اندلاع الحرب في البلاد المخاوف من تأثر واردات هذه المشتقات، أبرزها البنزين والديزل الأكثر استخداما في السودان وجنوب السودان، حيث وصل الاستهلاك الإجمالي للوقود في البلدين إلى نحو 150 ألف برميل يوميا في عام 2016، وظل عند هذا المستوى تقريبا منذ ذلك الحين. ولا توجد تقارير تشير إلى تأثر البنية التحتية لإنتاج النفط أو تصديره في السودان حتى الآن، منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان المنصرم.