حظي تتويج الملك تشارلز الثالث بترحيب كبير في بريطانيا. فعلى الرغم من وجود بعض الجدل في شوارع لندن، حيث شهدت عمليات ضبط الأمن المشددة القبض على مجموعة صغيرة من المتظاهرين المناهضين للملكية، وبدا أن الشعب البريطاني يرحب بالملك الجديد.
وشاهد أكثر من 18 مليون شخص الحفل في دير وستمنستر على التلفزيون، بينما شارك كثيرون لاحقا في تجمعات الشوارع احتفالا بهذه المناسبة. في هذه الأثناء، امتلأت الصحافة الدولية في الخارج بالمزيج المعتاد من الاهتمام والذهول عندما يتعلق الأمر بالملكية البريطانية. وبينما كان المذيعون الأميركيون يذيعون البث المباشر ويستمتعون بالفخامة والعظمة، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الحدث بشكل أكثر انتقادا بأنه "إزعاج مقيت".
مع ذلك، جاءت المشاركة الدولية الأكثر إثارة للفضول من داخل "عائلة" بريطانيا الخاصة: الكومنولث. قبل 70 عاما، كان تتويج الملكة إليزابيث الثانية حافلا بتمثيل إمبراطورية بريطانيا الشاسعة، وإن كانت تشهد انكماشا. مع ذلك، كان حفل تنصيب ابنها خفيفا بشكل ملحوظ مع الموافقة العامة ودون مناقشة لخلافته، للكومنولث، باستثناء عدد قليل من الوفود التي كانت تحمل أعلام الأعضاء وعروض البث المباشر والصور التي تم بثها في حفل التتويج الذي أعقب ذلك في المساء.
فهذا التدخل الصامت ليس مفاجئًا. واتخذ كثير من دول الكومنولث تغيير الملك فرصة لإعادة النظر في العلاقة مع بريطانيا، مع حرص دول الكاريبي بشكل خاص على الانفصال عن الماضي الإمبراطوري الذي يتسم بالعبودية والقهر. وفي حين أن الجمهوريين في بريطانيا قد يكونون أقلية منعزلة، فإنهم في الكومنولث قوة بارزة بشكل متزايد. ولن يكون مفاجئًا إذا انتهى عهد تشارلز مع حكم الملك البريطاني اسميا على دول أقل بكثير مما كان عليه في بدايته.