من الصعب الخوض في حدث تاريخي كبير مثل النكبة الفلسطينية، نجم عنه تداعيات واستعصاءات مستدامة وخطيرة، ليس فقط بسبب الافتقاد لروايات، أو سرديات، صحيحة ومطابقة وإنما بسبب سيادة بديهيات أو تصوّرات معيّنة، أيضا، أسهمت كل الأطراف، الدولية والعربية والفلسطينية والإسرائيلية، في ترسيخها وإن لأغراض أو توظيفات سياسية متباينة.
ما تقدم يرجّح مقوله مفادها أن "التاريخ يكتبه المنتصرون" وهي تعني أن التاريخ المسطّر، وبالتالي المسيطر، ليس هو التاريخ الفعلي، أي إن ثمة تاريخا معلنا ومهيمنا ومفروضا، وتاريخا مخفيا أو محجوبا أو ممنوعا. ولعل هذا أكثر ما ينطبق على التاريخ المتعلّق بصراع الفلسطينيين مع المشروع الصهيوني، إذ إن التاريخ الذي جرى تسطيره، وأسطرته، طمس وأزاح وهمّش، أكثر مما أظهر أو كشف أو أثبت، على مختلف الأصعدة.