شعار كليشدار أوغلو: سيكون كل شيء على ما يرام
من جانبه، يحمّل كليشدار أوغلو أردوغان وحكومته المسؤولية عن كثير من الإخفاقات إضافة إلى الفساد والإسراف.
وبالفعل، لم ينتقل أردوغان بعد انتخابه رئيسا للبلاد إلى القصر الرئاسي الذي استخدمه سابقا مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية ورئيسها الأول، وباقي الرؤساء الآخرين، بل أمر ببناء قصر جديد ضخم في مجمّع تبلغ مساحته حوالي 750 ألف متر مربع.
إلى ذلك، وعد كليشدار أوغلو بوضع حد للأسلوب الباهظ والهدر الذي تمارسه إدارة أردوغان. وتعهد بالعودة إلى القصر الرئاسي الأصلي قائلا إن القصر الحالي سيتحول إلى شيء مفيد مثل الجامعة.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو التي يتم بثها عبر حسابات "تويتر" أداة للحرب السياسية. وتسبب أحد رجال الأعمال المقربين من أردوغان في هزة كبيرة بعد توجيهه تهم فساد مباشرة إلى أردوغان ووزراء حزب العدالة والتنمية. وتوصل رجل أعمال آخر أيضا إلى اكتشافات مذهلة تتدرّج من الفضائح الجنسية إلى التعاملات التجارية المافيوية.
وعلى الرغم من أن اسم الرئيس أردوغان كان في قلب تلك المزاعم، إلا أنه تجنب الحديث عنها، سواء عبر البرامج التلفزيونية أو في التجمعات بما فيها تلك التي نظمها في إسطنبول يوم 7 مايو/أيار، بعد يومين من انتشار مقاطع الفيديو. وعلى الرغم من خطورة الاتهامات، التزم القضاء والمدّعون الصمت أيضا.
وتسبب ذلك في غضب كليشدار أوغلو، الذي توعّد بإنشاء "لجنة تحقيق في الفساد" في البرلمان إذا ما تم انتخابه.
وثمّة برنامج مشترك لتحالف الأمة يحمل عنوان مذّكرة السياسة المشتركة، حيث تتفق الأحزاب الستة في حملتها الانتخابية على أساس هذا البرنامج.
وبالإضافة إلى ذلك، يشارك كليشدار أوغلو مقاطع فيديو مدتها بضع دقائق في حسابه على "تويتر" وهي المقاطع التي أثبتت أنها تحظى بشعبية كبيرة.
ووضعت استطلاعات الرأي العام الأخيرة كليشدار أوغلو في المقدمة، باستثناء تلك المعروفة بتأييدها العلني للحكومة، ويشير بعض تلك الاستطلاعات إلى أنه قد يفوز حتى من الجولة الأولى.
لقد أكد كليشدار أوغلو، في مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق بعنوان "علوي"، أنه بصفته فردا ينتمي إلى الطائفة العلوية، فهو مسلم مخلص وأنه يؤمن بالوحدة ولا يؤمن بالتفرقة، وقد شاهد ما يزيد على 28 مليون مشاهد مقطع الفيديو هذا في مدة زمنية لا تتجاوز 7 ساعات.
كما قدم مرشح المعارضة لانتخابات الرئاسة وثيقةً تتضمن ما سيؤديه في المئة يوم الأولى من توليه السلطة. وتحت شعار كليشدار الانتخابي "أعدكم أن الربيع سيزهر مرة أخرى، فإن السيد كمال لن يتراجع عن الوعد الذي قطعه على نفسه"، وتشمل قائمة الوعود:
- إخماد النار المستعرة في الاقتصاد التركي، أي استعادة الثقة، واتخاذ الخطوات الضرورية الأولية، وتهدئة المناخ الاقتصادي.
- تشكيل وزارات جديدة للتخطيط العمراني، ولإدارة الكوارث، وللحرفيين، وللزراعة والأمن الغذائي.
- إعادة تفعيل مؤسسات الدولة، ووضع حدّ للمحسوبية في القطاع العام، وإعادة فتح المستشفيات العسكرية، وسنّ قانون خاص بأخلاق السياسة.
- إنشاء "مكتب لاسترداد الأصول" وإعادة أموال تُقدّر بمليارات الدولارات إلى تركيا، وهي أموالٌ كانت قد جُمدت في الخارج.
ولا يزال الاقتصاد هو الموضوع الأكثر إلحاحاً. إذ يأتي التضخم المتزايد، والعجز التجاري، وانخفاض قيمة الليرة التركية، وكذلك تزايد فقر الناس، في مقدمة أولويات المواطن التركي؛ فقد أصبحت الحياة باهظة الثمن حقا.