لم يكد يمضي أسبوعان على إطلاق "أوبن إيه. آي" النسخة الأكثر تطورا من "تشات جي. بي. تي." (GPT-4) مع كل ما تحمله من ميزات أشد إثارة مقارنة بالنسخة السابقة، حتى ووجهت برسالة أثارت صخبا ومخاوف تحت عنوان "وقف موقت لتجارب الذكاء الاصطناعي العملاقة". ففي كتاب مفتوح دعا أكثر من ألف وثلاثمئة شخصية بارزة في عالم التكنولوجيا والأعمال، الى تجميد تطوير أقوى أنظمة روبوتات "الذكاء الاصطناعي" لمدة ستة أشهر على الأقل، نظرا الى الخطر الذي تشكله هذه الأنظمة ذات الذكاء التنافسي البشري على المجتمعات والإنسانية.
أهمية الرسالة أن من أبرز موقعيها إيلون ماسك، مالك "تويتر" (أو "أكس كورب" كما صارت تسميتها الشهر الماضي) والرئيس التنفيذي لـشركة "تسلا"، ستيف وزنياك أحد مؤسسي "أبل"، ستيوارت راسل، أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، وماكس تيغمارك، أستاذ الفيزياء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وإيفان شارب، أحد مؤسسي "بينترست" وكثيرين غيرهم.
اقرأ المزيد "تشات جي بي تي" الذي هزّ عرش "غوغل"
تمنى هؤلاء استغلال المهلة المقترحة لوضع مجموعة قواعد وبروتوكولات مشتركة لأدوات الذكاء الاصطناعي الآمنة بما يبدد المخاوف وينظم القطاع. وطالبوا الحكومات بأن تكون سدا منيعا في حال عدم الاستجابة، إذ "يجب أن يكون لدينا بعض اللوائح والضوابط الرقابية" بحسب ماسك الذي كان محقا في قوله "لدينا هيئات تنظيمية تشرف على السلامة العامة للسيارات والطائرات والأدوية"، فما المانع أن يطال ذلك الذكاء الاصطناعي.
عندما يقلق ماسك من الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence - AI) فهو لا يتحدث عن طائرات الـ"درون" التي تستخدم لتأمين خدمات البريد السريع أو التصوير أو غيره، ولا عن تطبيقات التواصل الاجتماعي التي شكلت أول ربط بين "AI" والإنسانية، في وقت نخسر تواصلنا الاجتماعي الحقيقي شيئا فشيئا، كما أنه لا يتحدث عن الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم في برامج عملية لتطوير آلياتها. ما يحذر منه ماسك أبعد من ذلك بكثير، وهو على حق من حيث المبدأ، في حال كانت نياته صافية وخلواً من أهداف تجارية مضمرة.