الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية الصين، لاستئناف العلاقات الثنائية، ماضٍ في طريقه، وفق الخطوات المتفق عليها منذ إعلانه في بكين مارس/آذار الماضي.
لا شك أن هذا الاتفاق كان محطة رئيسة ستترك آثارها في الإقليم وما وراءه. وسيكون اختبار الاتفاق في اليمن، الذي شهد في أبريل/نيسان خطوات عديدة، تضمنت لقاءات مع الحوثيين في صنعاء، لبحث استمرار التهدئة وتبادل أسرى وحل سياسي شامل لليمن، على أن تستكمل لاحقا.
لهذه الأسباب وغيرها، يستحق هذا الموضوع، أن يكون قصة الغلاف لعدد مايو/أيار، حيث يجري تناوله من جميع الجوانب الداخلية والخارجية، وطرح الأسئلة والتحديات والآفاق.
يتضمن الملف، قراءة لمنعكسات التفاهم بين الرياض وطهران على تفاصيل التسوية اليمنية، مع رسم ملامح هذا الحل، إضافة إلى التحديات الماثلة أمام تنفيذ التصور العتيد. ويقدم، في هذا الملف، كتّاب وباحثون يمنيون، آراءهم في هيكلية الدولة المشتهاة في اليمن، والعلاقة بين العاصمة صنعاء واللامركزية والمحليات، والشروط التي يجب توفرها للخروج من دورات القتال، كي يعود اليمنيون الذين اقتُلعوا من بلادهم بعد السيطرة الحوثية على البلاد، إضافة إلى نص نقدي ضد "مثقفي الميليشيات" ومديح البندقية.
في الملف أيضا، محاولة لتقفي خطوات دور الوسيط الصيني، عبر تسليط الضوء على دور بكين المحتمل في ضمان التزام طهران بعدم تسليح الحوثيين. بمعنى استغلال التهدئة للمضي نحو السلام اليمني والتهدئة الإقليمية وليس الاستعداد لجولات جديدة واعتداءات مديدة. أي ضمان أمن المنطقة وباب المندب، بدلا من تهديد الممرات الاستراتيجية للتجارة والطاقة المهمة لبكين والمنطقة والعالم.
انفجر الوضع السوداني، بطريقة مفاجئة تجاوزت الإشارات التي كانت توحي بها "حرب الكلمات" بين الجنرالين. وكان لا بد من مواكبة هذا الانفجار بامتداداته الداخلية والخارجية ومبادرات إطفاء حرائقه ومداواة معاناته
وفي خضم وضع اللمسات الأخيرة على عدد "المجلة" الجديد، انفجر الوضع السوداني، بطريقة مفاجئة تجاوزت الإشارات التي كانت توحي بها "حرب الكلمات" بين الجنرالين، عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) في الأسابيع الماضية. وكان لا بد من مواكبة هذا الانفجار بامتداداته الداخلية والخارجية ومبادرات إطفاء حرائقه ومداواة معاناته، حيث لعبت السعودية دورا طليعيا وقياديا في إجلاء مواطنيها وآلاف الرعايا من عشرات الجنسيات العربية والأجنبية.
نواكب في مجلتنا "حرب الجنرالين"، بالعودة إلى جذور الصراع بين حليفي الأمس في السودان، وكيفية "الصعود إلى الهاوية" ورصد المحطات والأنفاق التي مرت بها البلاد لـ "الوصول إلى هنا"، إضافة إلى عرض أربعة سيناريوهات لمستقبل السودان، أحدها "الإقامة على الجمر"، وتشظي النيران في العروق السودانية.
نفتح صفحاتنا للقمة العربية التي تعقد في مرحلة مهمة تتناول قضايا عربية وإقليمية كثيرة، بينها عودة سوريا إلى "الحضن العربي"
في هذا الشهر، هناك ثلاثة مواعيد مبرمجة ومحطات مهمة: استضافة السعودية للقمة العربية، والانتخابات التركية، وحفل تتويج الملك البريطاني تشارلز. نواكب هذه المناسبات بقراءة معمقة لسيناريوهات الانتخابات التركية التي تجري في الذكرى المئوية لولادة الجمهورية، واستشراف مستقبل بريطانيا ووضعها الداخلي والتحديات التي يواجهها الملك الجديد بعد تسلمه العرش خلفا لوالدته في العام الماضي.
نفتح صفحاتنا للقمة العربية التي تعقد في مرحلة مهمة تتناول قضايا عربية وإقليمية كثيرة، بينها عودة سوريا إلى "الحضن العربي"، ذلك أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، زار دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي.
الموقف من التقارب العربي ومستقبل سوريا، بين الأسئلة التي أجاب عنها - في حديثه إلى "المجلة" - رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، القيادي الكردي في التكتل العسكري - السياسي الذي يسيطر على شمال شرقي سوريا. وقد رحب صالح مسلم بالتقارب العربي - وحذر من التركي - مع دمشق، لكنه قال: "لا يمكن عودة سوريا إلى ما قبل 2011"، أي سنة بدء الاحتجاجات والأزمة في البلاد.
الفنان الراحل طلال مدّاح، "صوت الأرض"، أو "صانع المزاج"، يحل بذكراه ضيفا على صفحات مجلتنا بسطور وكلمات تسلط الضوء على مسيرته بعد احتفاء مستحق به.
يتضمن العدد أيضا، مواكبة للتطورات الاقتصادية في منطقتنا والعالم، خصوصا ما يتعلق بالتحديات المالية في أميركا ومساعي الصين لبناء تحالف اقتصادي دولي ينافسها، إضافة إلى محاسن الذكاء الاصطناعي ومخاطره، والاختراق المغربي في صناعة السيارات.
الفنان الراحل طلال مدّاح، "صوت الأرض"، أو "صانع المزاج"، يحل بذكراه ضيفا على صفحات مجلتنا بسطور وكلمات تسلط الضوء على مسيرته بعد احتفاء مستحق به.
كما يتضمن العدد، زيارة مؤلمة إلى سجلات العاصمة اللبنانية، بيروت، ورحلتها على درب النسيان، إضافة إلى مساهمة ومقابلة عن الدور الحضاري للترجمة.
في متناول القراء، العدد الشهري من "المجلة" بعد انطلاقتها في حلة جديدة ومنصات رقمية عديدة.