في حين تتواصل التحقيقات حول التسريبات المتعلّقة بالخطط الأميركية- الأوكرانية والتي ألقي القبض بموجبها على جاك تيشيرا (21 سنة) بتهمة إفشاء أسرار البنتاغون، يطرح بعض السياسيين والإعلاميين على حد سواء أسئلة حول صحّة هذا الاتهام أو مصداقيته. آخر طارحي هذه الأسئلة عضوة الكونغرسعن ولاية جورجيا مارغوري تايلور غرين والمؤمنة بتظريات المؤامرة، التي صرّحت: "إنه (تقصد المتهم) أبيض، ذكر، مسيحي وضد الحرب. هذا يجعله عدوا لنظام بايدن".
أسئلة أخرى تدور في فلك محاولات المتابعين فهم ما يدور، أهمها كيف أمكن لحارس في قاعدة عسكرية الحصول على معلومات سريّة كهذه متخطيّا لا موضعه كرجل حراسة فقط، بل كل تعقيدات فتح الملفّات السريّة وسرقتها وكأنها متاحة لكل من يرغب في الإطلاع عليها؟ هل فعل ذلك أم استُدرج تبعا لخطّة مسبقة؟ أهو كبش فداء أم الجاني فعلا؟
الرؤساء حسب ستون
على طريقة ووترغيت، يمكن لقصة تيشيرا أن تتحوّل، في العام المقبل أو بعده إلى مشروع فيلم سينمائي. وهناك همس في هذا الشأن مفاده أن المخرج أوليڤر ستون يتابع الحدث ليس من باب الاهتمام بقضية وطنية، بل من باب التفكير في وضع سيناريو لفيلم روائي أو تسجيلي في سلسلة أعماله التي تناولت قضايا البيت الأبيض في JFK (حول جون ف. كينيدي، 1991) و"نيكسون" (1995) وW (عن جورج و. بوش الابن، 2008).
اهتمامات ستون المماثلة شملت فيلمه عن إداورد سنودن في "سنودن" سنة 2016 وعن فيديل كاسترو في "كاسترو في الشتاء" Castro in Winter في 2012. وهو الذي حقق فيلما ثانيا عن جون ف. كينيدي قبل عامين (عنوانه JFK Revisited: Through the Looking Glass) وأقدم على جولات مصوّرة حول الحرب الأوكرانية (بينها "أوكرانيا على نار" 2015 وسلسلة تلفزيونية بعنوان"مقابلات أوليڤر ستون"شملت لقاءاته مع فلاديمير بوتين وياسر عرفات).
ستون، من بين آخرين، مؤهّل لفيلم يحققه بعد رحيل بايدن عن الرئاسة الأميركية على غرار ما فعله سابقا مع كينيدي ونيكسون وبوش.هوليوود تحب معالجة مواضيع تتعلق بالبيت الأبيض على نحو يفضح بعض الجوانب المخفية أو يعلّق، بعمق أكثر، على جوانب مضاءة سابقا.فعلت ذلك مرارا موفّرة لجمهور المشاهدين إنتاجات عديدة خلال العقود الماضية. في الواقع، ليس هناك بلد في هذا العالم يحتوي على إنتاجات سينمائية(وتلفزيونية)تتناول رؤسائها بالحجم نفسه الذي تطرحه هوليوود.
هناك ما لا يقل عن 240 فيلما أميركيا تناول شخصيات الرئاسة الأميركية وقصص البيت الأبيض منذ A President -elect Roosevelt سنة 1905. وليس كل هذه الأفلام واقعي أو يلتزم بأحداث منسوجة من الواقع، بل الكثير منها خيالي ولسبب يؤكد أن الأفلام التي تدور حول البيت الأبيض وساكنيه تحظى باهتمام الجمهور سواء بسبب رغبته في الوقوف على تفاصيل أكثر أو بسبب رغبته في أفلام تستمد من الحياة السياسية أحداثها على منوال نقدي أو خال من النقد، أو بأسلوب كوميدي أو درامي أو خيال علمي أو تشويقي.