طوال خمسة عقود كاملة، احتل الصحافي والمؤرخ جنكيز تشاندار مكانة خاصة في المشهد السياسي والثقافي في تركيا. وكان خلال تلك العقود واحداً من أشهر كُتاب الأعمدة الصحافية؛ المصدر الأساسي لتشكيل الرأي العام في البلاد، كما كان إعلامياً بارزاً وصاحب رأي مسموع على القنوات التلفزيونية التي تضاعف عددها منذ أوائل التسعينات. إلى جانب شبكة واسعة من العلاقات الشخصية والمهنية، جمعته مع مختلف القادة السياسيين الأتراك خلال هذه المراحل، من الرئيس السابق تورغوت أوزال، وكان تشاندار مستشاراً سياسياً له، مروراً برئيسي الوزراء بولانت أجاويد، ومسعود يلماز، اللذين كانا يعتبران تشاندار واحداً من أكثر العارفين بالعلاقات الإقليمية والشؤون الداخلية، وصولاً إلى عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي دعمه تشاندار خلال سنوات حكمه الأولى، لكنه ما لبث أن أصبح واحداً من أبرز منتقديه.
وبعد سبع سنوات من العيش في "منفى اختياري" خارج تركيا، استمر خلالها صوتاً مسموعاً داخل الأوساط السياسية والشعبية في الداخل، عاد تشاندار إلى تركيا منذ عدة أيام، ليقود حملته الانتخابية كمرشح لعضوية البرلمان في الانتخابات المزمع إجراؤها في منتصف شهر مايو/أيار القادم، عن ولاية ديار بكر، وعلى قوائم حزب "اليسار الأخضر" ذي القاعدة الجماهيرية الكردية؛ فالحزب المذكور يضم ضمن لوائحه الانتخابية كثيرا من المفكرين والمثقفين والإعلاميين وقادة الرأي "الأتراك"، رغم الهوية "الكردية" لناخبيه بشكل شبه مطلق.