تتفاقم الأزمة في السودان يوما بعد آخر مع استمرار القتال بين الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"قوات الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي. ويترافق الحذر من استمرار الحرب مع الاستعداد للأسوأ. ولعل تاريخ القارة الحافل بالحروب بأشكالها كافة، يؤكد تلك المخاوف، فمن أهم العظات والعبر في تاريخ أفريقيا الحديث ما بعد الاستقلال خلال العقود السبعة الأخيرة، هو أن تلك الاشتباكات الدائرة بين الرجلين قد تطلق شرارة حرب جديدة.
ولم يُقدم أي منهما حتى الآن على اتخاذ مبادرة لوأد الحرب الأهلية في مهدها في منطقة متوسط مدة الحرب الأهلية فيها طويل، إذ يتراوح بين 15 إلى عشرين عاما، كما نشير لاحقا في الجدول الذي يلخص تاريخ الحروب طويلة الأمد في أفريقيا. ولا يعد انتصار أي منهما في "حرب الجنرالين" هاجسا يؤرق السودانيين، "فكلاهما خاسر،" كما يقول نادر عبدالرحمن لـ "المجلة"، وهو ناشط سياسي في الحراك المناوئ لسيطرة العسكر على الحياة المدنية والاقتصادية والسياسية.
فالبنسبة له ولآخرين من أقرانه في التيار المدني، فإن مبعث القلق الوحيد هو "اختطاف البلد وجعله رهينة لقبائل مسلحة داعمة للطرفين، في حرب يؤججها طمع بشري في السيادة والتحكم في مقدرات وخيرات السودان".