بينما كان الدبلوماسيون يحاولون ترتيب هدنة إنسانية في الخرطوم، دمّر القتال الذي بدأ يوم 15 أبريل/نيسان بين الفصائل القبلية، التي تَسلّم بعضها – أو سرق- أسلحة من ترسانة للشرطة، وسط الجنينة، عاصمة غرب دارفور.
انتهى الاسبوع الثاني من القتال بين القوات المسلحة السودانية وخصومها في "قوات الدعم السريع". وحتى الآن، لم يسر الصراع كما توقع الفصيلان، إذ استولت قوات الدعم السريع على بعض الأهداف المهمة في اليوم الأول للقتال لكنها لم تستطع توسيع مناطق سيطرتها بعد ذلك.
واستطاع الجيش إحراز بعض التقدم، ولكن، وعلى الرغم من تصريحات القادة الميدانيين بأن الحرب ستنتهي في غضون أيام قليلة، فإن هذا لم يحدث حتى الآن.
ولكن، سينتصر أحد الطرفين في مرحلة ما. فمن الواضح أن الجيش ينتصر ببطء، إلا أن خصمه ما زال يقاوم حتى الآن. ويعاني كلا الطرفين من نقاط ضعف، فقوات "الدعم السريع" اليوم جزء من المشروع الطموح لعائلة دقلو بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، حيث تعتمد قيادتها في الغالب على عدد قليل من الأفراد الذين تجمعهم روابط أسرية.
أما بالنسبة إلى القوات المسلحة السودانية، فهي تمتلك فصائل داخلية مؤسسة على مبادئ الولاءات الفردية والإقليمية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، لم تتخلص هذه القوات من علاقاتها بنظام البشير الإسلامي كليا. ولم يكن مفاجئا أن يكون قادة النظام السابق المسجونون في سجن كوبر، وقناة "الطيبة" الفضائية الإسلامية الرائدة من أهم مؤيدي الجيش، الذي يعتبرونه أفضل أمل لهم بالعودة إلى السلطة.