هل يمكن نسخ "صفقة النفط" بين طرفي النزاع في ليبيا وداعميهما الإقليميين والدوليين، بترتيبات مماثلة بين المتحاربين المحليين والأجانب، لإعادة إنتاج وتصدير النفط من شمال شرقي سوريا؟
لعل "صفقة النفط" في ليبيا، واحدة من التسويات التي جرت تحت الطاولة في هذه البلاد التي تتنازعها سلطتان في طبرق وطرابلس. تلك الصفقة، جرت بتسهيل دولة عربية ورعاية قوى كبرى، عبر ترتيب لقاءات بين مقربين من رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة وقائد الجيش خليفة حفتر، قضت بتغيير رئيس "المؤسسة الوطنية للنفط" مصطفى صنع الله وتعيين فرحات بن قدارة بدلاً منه وتسلم الأخير رئاسة "مؤسسة النفط".
جنرال وولدان
للجنرال حفتر ولدان. أحدهما مسؤول عن قضايا عسكرية وفتح علاقات مع الدبيبة عبر قريب له. والثاني يتابع أموراً سياسية وكان داعماً لرئيس الوزراء المنتخب من قبل البرلمان، شرقي ليبيا، فتحي باشاغا، حسب قول دبلوماسيين غربيين متابعين للملف الليبي.
في منتصف العام الماضي، توفرت ظروف سمحت بتخلي أميركا عن دعمها لرئيس "مؤسسة النفط" السابق مصطفى صنع الله الذي بقي في منصبه بفضل دعم واشنطن ولندن رغم محاولات رئيس "حكومة الوفاق" السابق فايز السراج.
هذه الظروف شملت حاجة واشنطن لزيادة إنتاج النفط الليبي بعد انخفاضه إلى نحو 400 ألف برميل يوميا، تعويضاً عن تغييرات السوق عقب الحرب الروسية في أوكرانيا، ورغبة قوى ليبية باستمرار الاستقرار وتمويل عمل المؤسسات والمقاتلين والموظفين، وعدم إعطاء أولوية للانتخابات وبرنامج الانتقال المدعوم أممياً.
وخلال عمليات التفاوض، طرح اسم فرحات بن قدارة، الذي كان يعمل في المصرف المركزي الليبي وانشق عن نظام معمر القذافي وخرج إلى الإمارات، وحافظ على علاقة جيدة مع حفتر وأحد أقرباء الدبيبة، الذي بدوره كان ينتظر الفرصة لإبعاد صنع الله.
بالفعل، عقدت صفقة لافتة، بالتوافق بين السلطات في شرق ليبيا وجنوبها الغربي ووسط البلاد، وقام الدبيبة بتعيين بن قدارة في منصبه، بعد أشهر من التوتر عقب تعيين برلمان طبرق حكومة منافسة برئاسة وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، بدعم من خليفة حفتر.
وكانت جماعات موالية لحفتر حاصرت في ربيع العام الماضي، منشآت نفطية رئيسة في الشرق للضغط على الدبيبة.وتراجعت صادرات ليبيا من النفط الخام والمكثفات من مليون برميل يوميا إلى نحو 400 ألف برميل.