القاهرة: شغلت الحروب وآثارها على الأفراد والشعوب الكثير من الروايات عربيا وعالميا، ويأتي في طليعة هذه الروايات "الحرب والسلام" لـ ليو تولستوي، و"الكارثة" لإميل زولا، و"كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" لإريك ماريا ريمارك، و"المريض الإنكليزي" لمايكل أونداتجي.. وغيرها الكثير، ولاشك أن الحرب شغلت أيضا مساحة واسعة من الروايات العربية، لاسيما في دول عانت من ويلات الحروب طويلا مثل العراق ولبنان وسوريا.
وقد كان للحروب في السودان أثرها الكبير على عدد من الروايات أيضا، ذلك الشعب الذي نكتشف من خلال الرواية أنه يحتوي على أعراق وأجناس وديانات مختلفة، وأن تاريخه مع الحروب طويل، تتعدد فيه الأسباب، ويبقى أثر الحرب وما تخلفه من دمار وويلات، ولا شيء مثل الأدب قادر على توثيق ذلك الدمار والشتات الذي تحدثه الحروب في البلاد وفي نفوس الأجيال.
من أهم وأبرز الروائيين السودانيين الذين اهتموا بتوثيق ما مر به السودان من حروب، وما عاناه شعبه من صراعات وأزمات وويلات كان الروائي "عبد العزيز بركة ساكن"، عبر مسيرة روائية طويلة، نسج فيها باقتدار جوانب مختلفة من حياة السودانيين وآلامهم، بل وأصبح واحدا من المعبرين بصدق عن هؤلاء البسطاء المغلوبين على أمرهم.