كيف بدأ القتال؟
بدأ القتال بـ "حرب كلامية" في الأسابيع الأخيرة بين "جنرالين" في السودان اليوم، هما الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي السوداني، وقائد "قوات الدعم السريع" شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو (المعروف أيضا باسم حميدتي).
اختلف الرجلان حول آلية دمج "قوات الدعم السريع" التابعة لـ "حميدتي" والمدججة بالسلاح، في جيش وطني واحد، كما اختلفا أيضا حول توزيع المناصب القيادية. وأصر البرهان على تلبية شروطه الخاصة مسبقا قبل تنفيذ اتفاق طال انتظاره مع السياسيين المدنيين لإنهاء الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد.
واتهم "حميدتي" حليفه السابق، البرهان بأنه غير جاد في شأن خطط تسليم السلطة إلى حكومة جديدة يقودها مدنيون، فيما اتهم البرهان "قوات الدعم السريع" بالحشد والعمل كـ "ميليشيات منفلتة" في شوارع الخرطوم.
في صباح يوم 15 أبريل/نيسان، كان الطرفان يتقاتلان في العاصمة وفي سلسلة من المدن الأخرى عبر السودان. ويستخدم الطرفان المتحاربان دبابات وطائرات قاذفة ومدفعية وقذائف صاروخية في الصراع الحالي.
اقرأ أيضا: من هو البرهان الذي يريد حل "قوات الدعم السريع"؟
من هما الجنرالان اللذان يتصارعان على السلطة؟
كان البرهان و "حميدتي" حليفين في السنوات الأخيرة، وشاركا معا في انقلابين متتاليين: في الأول، أطاحا الرئيس السابق عمر البشير من السلطة في عام 2019، في أعقاب احتجاجات شعبية ضد حكمه الذي دام قرابة 30 عاما.
ومنذ ذلك الانقلاب، شغل "حميدتي" منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي.
ووقع الانقلاب الثاني في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عندما أطاح الرجلان حكومة مدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وأغرقت هذه الخطوة الدولة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 44 مليون نسمة، في اضطرابات سياسية واقتصادية خطيرة.
ما هي حصيلة قتلى المواجهات حتى الآن؟
ارتفعت حصيلة القتلى إلى 413 على الأقل، معظمهم من المدنيين، بعد سبعة أيام من القتال العنيف، وفقا لـ "منظمة الصحة العالمية".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألفي شخص أصيبوا في القتال حتى الآن.
اقرأ أيضا: نحن لا نعرف السودان
ما هو وضع المستشفيات في الخرطوم؟
أصدرت وزارة الصحة السودانية نداءً في اليوم الخامس من القتال، حذّرت فيه من أن النظام الصحي "منهار بالكامل" في العاصمة الخرطوم.
كما دعت "منظمة الصحة العالمية" الأطراف المتحاربين في السودان إلى توفير الوصول إلى الرعاية الطبية لكل من يحتاجها، محذرة من أن الإمدادات الطبية في العاصمة آخذة في النفاد.
وقال الدكتور أحمد عباس، منسق نقابة الأطباء السودانية، لـ"بي بي سي" يوم الأربعاء إن خمسة مستشفيات فقط من أصل 59 في الخرطوم تعمل مع احتدام القتال في العاصمة.
وكشفت الأمم المتحدة يوم الخميس، أن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا من العنف المتصاعد في السودان بحثا عن الأمان في تشاد المجاورة، وأن كثراً منهم يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى.
اقرأ أيضا: الطيب صالح والفيتوري: رمزان سودانيان يشجبان الراهن المظلم
هل هناك وقف لإطلاق النار منذ بدء القتال؟
أعلن الطرفان المتحاربان وقفا لإطلاق النار لمدة 24 ساعة في اليوم الرابع من القتال. لكن الهدنة أثبتت هشاشتها وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكها.
وكان الهدف من وقف إطلاق النار إجلاء الجرحى والسماح للمدنيين والعاملين في المجال الطبي بالتنقل في أنحاء المدينة، حيث يختبئ ملايين الأشخاص في منازلهم.
واتهم الجانبان أحدهما الآخر بقصف مناطق مكتظة بالسكان.
ماذا عن أزمة القوات المصرية المحاصرة؟
وقع 171 جنديا من القوات الجوية المصرية يوم السبت في الأسر، ونقلتهم "قوات الدعم السريع" إلى الخرطوم يوم الأربعاء. وجاء إطلاقهم وإعادتهم إلى وطنهم عقب نداءات متكررة من مصر لضمان سلامتهم. وقالت مصر إن "قوات الدعم السريع" أسرت الجنود في مدينة مروي الشمالية، حيث كانوا يجرون تدريبات مشتركة مع الجيش السوداني.
وأعلن الجيش السوداني، الخميس، أنه تم إجلاء القوات إلى مصر على متن أربع طائرات نقل عسكرية.
وأصدرت الخارجية المصرية بيانا، الخميس، أوضحت فيه أنها تعاونت ونسقت مع دولة الإمارات و "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، لتأمين سلامة الجنود المصريين في السودان.
هل هناك هدنة في العيد؟
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الخميس إلى وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في السودان مع حلول عيد الفطر.
وأُعلن وقف لإطلاق النار مساء الخميس لمدة 72 ساعة لأسباب إنسانية، لكن القتال العنيف استمر الجمعة في أجزاء عدة من البلاد، بما في ذلك الخرطوم ودارفور.
ووردت أنباء عن اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار الخرطوم الدولي والقيادة العامة للجيش، على الرغم من إدعاء الجانبين أنهما ملتزمان وقف إطلاق النار.
ماذا عن الرعايا الأجانب في السودان؟
وكشفت دول عدة في المنطقة والغرب أنها تناقش خططا لحماية مواطنيها ولإنقاذهم من القتال الدائر، بعد مقتل عمال إغاثة وتعرض مسؤول في الاتحاد الأوروبي للاعتداء ونهب مكاتب الأمم المتحدة خلال أعمال العنف والاشتباكات المسلحة.
وأعلنت كوريا الجنوبية يوم الجمعة أنها سترسل طائرة عسكرية وجنودا لإجلاء الكوريين الجنوبيين العالقين في السودان.
وقطع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي جولة في المحيط الهادئ بسبب تدهور الوضع في السودان ولوضع خطط لإنقاذ المواطنين البريطانيين.
وقال مسؤول في البيت الأبيض يوم الخميس إن الولايات المتحدة تستعد لإجلاء محتمل لأفراد بعثتها الديبلوماسية من السودان، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد.