كان جون بولتون أحد مهندسي القرار المثير للجدل الذي أخذته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالإطاحة بالديكتاتور العراقي صدام حسين قبل عشرين عاما. اليوم، يصرّ بولتون على أنه لا يشك مطلقا في صحة قرار غزو العراق، باعتباره المسار الصحيح الذي كان يجب أن يحدث.
ولئن اعترف بولتون، المعروف بأنه من أكثر الصقور تشددا في الإدارة الأميركية، بوقوع أخطاء مؤسفة بعد الإطاحة بصدام من السلطة، إلا أنه لا يخفي دفاعه عن القرار الأصلي بالسعي لتغيير النظام في بغداد.
وأوضح بولتون في مقابلة حصرية لـ «المجلة» بمناسبة الذكرى العشرين لغزو العراق أنه "من الخطأ التعامل مع العشرين عاما الماضية كما لو كانت كتلة من الجرانيت الأصم، ووضعها كلها في خانة واحدة، إما أبيض أو أسود، جيد أو سيئ. فالكثير مما حدث منذ ذلك الحين، مثل الربيع العربي، كان ربما سيحدث سواء أقمنا بالغزو أم لا."
وأضاف: "كان الهدف النهائي هو منع صدام حسين من الحصول على أسلحة الدمار الشامل، وقد أطيح بصدام خلال فترة العمليات القتالية الكبرى والتي كانت حملة رائعة حققت أهدافها. ثم اتُّخِذت بعد ذاك قرارات أخرى يمكنك مناقشة أنها لم تكن جيدة."
في الوقت الذي شن فيه التحالف بقيادة الولايات المتحدة غزوه للعراق في مارس/آذار 2003، كان بولتون وكيل وزارة الخارجية للحدّ من التسلح والأمن الدولي. ومع أن منصبه كان صغيرا نسبيا في إدارة بوش مقارنة بشخصيات بارزة أخرى مثل نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، فقد كان أحد المؤيدين الأكثر حماسا لتغيير النظام في بغداد.