في ربيع 1987، توفرت ظروف طوعت الرئيسين حافظ الأسد وصدام حسين لقبول عرض العاهل الأردني الملك حسين، للجمع بين خصمين "بعثيين" على جانبي حدوده. الأسد «المحاصر» والعائد من زيارة محبطة من موسكو «السوفياتية» بعد لقاء ميخائيل غورباتشوف، وصدام الواقع تحت ضغوط الحرب مع إيران المستمرة منذ 1980.
وجدد العاهل الأردني الراحل جهود الوساطة بين الخصمين «البعثيين»، وفي 10 فبراير/شباط وصل إلى دمشق، وقال للأسد إن صدام أبلغه الموافقة في «اجتماع مغلق» بعيدا عن «الرفاق» المعارضين.
وافق الأسد على طرح الملك حسين لعقد "لقاء سري في مطار أردني"، لكنه تحفظ على المكان لـ"عدم إمكانية تأمين السرية في مطار سوري أو عراقي أو أردني"، فاقترح "دولة اشتراكية".
ويقول نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، في أوراقه التي تتضمن وثائق رسمية سورية ومذكراته وكان نقلها إلى باريس بعد انشقاقه في 2005 وحصلت "المجلة" على نسخة منها: «استدعاني الرئيس بعد حفلة العشاء الحادية عشرة ليلا إلى منزله وسألني رأيي، وأجبته: "الوضع في المنطقة بمنتهى الخطورة ويحتاج إلى عمل شيء جديد. وداخليا مثل هذا اللقاء يترك ارتياحا بين الناس، ونحن محاصرون وبحاجة إلى كسر الحصار، وبعض الدول العربية وأميركا لا يريدون أي تطور إيجابي في الوضع العربي."
وأضاف خدام أنه اقترح أن نأخذ بالاعتبار ما يلي: "صدام واقع في نفوذ الغرب وتأثيره وإمكانية الغدر والتراجع قائمة، اللقاء قد يفجر الوضع داخل العراق، وهذا مفيد، اللقاء يجب أن يتم في الاتحاد السوفياتي، وهذا يريح السوفيت من جهة، ومن جهة ثانية إذا تسرب نقول إن السوفيت ضغطوا علينا".