أفاق السودانيون على حرب طاحنة تتوالى أحداثها فوق رؤوسهم وبين بيوتهم وأحيائهم السكنية. عادوا إلى عيش حالة من الهلع والرعب اختبروها من قبل ويعرفون جيدا بشاعتها والندوب التي تخلّفها، وكل ما يستطيعون فعله حاليا هو إطلاق المناشدات لوقف الحرب والتعبير عن رفضهم لها رغم الشعور القاهر بأنّ هذه المناشدات قد لا تغيّر في الأحداث شيئا.
مصير مجهول
الحرب وقعت وقوع البلاء، ومصير الشعب السوداني الذي يعيش أزمات خانقة منذ سنوات بات مجهولا، والنتيجة التي يخشاها السودانيون هي "موت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة" مثلما يردّد بعضهم.
بينما تحلّق الطائرات الحربية في سماء #الخرطوم وترتفع أصوات المدفعية وتمطر السماء ذخيرة حامية، أب سوداني يهدئ من روع ابنته بالعزف على آلة الأكورديون بأغنية..
أنا أم درمان
أنا #السودان
أنا البرعاك سلام وأمان
يا ولدي#لا_للحرب_في_السودان pic.twitter.com/fSI5eBULcz
— Amer A. Ismail (@ameris35) April 16, 2023
ورغم المناشدات الدولية والعربية لوقف الاقتتال، يبدو أن لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والقذائف في سماء عدد من المدن السودانية، ووحده المواطن العالق في الأحياء والمنازل ببناها التحتية الهشة، هو الأكثر عرضة للمخاطر، أمّا الأطفال في مناطق النزاع فيتعرّضون لأقسى أنواع الخوف والمآسي والانتهاكات الخطيرة، وهم الحلقة الأضعف في الحروب والنزاعات المسلحة. وليس أشدّ دلالة على واقع الحال، من الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ونرى فيه أبا سودانيا يعزف على آلة موسيقية لطفلته الخائفة في محاولة منه لكبت صوت الحرب وإعلاء صوت السلام والدفء في أرجاء المنزل، علّه يستطيع أن يعيد لطفلته لحظات من الأمان والطمأنينة فتمرّ لحظات الخوف أقل وطأة عليها.