اعتاد المصريون أن يسعوا إلى الحصول على جنسية دولة أخرى، حبذا لو كانت غربية. ذلك أن حلم الهجرة والحصول على جنسية دولة تتسم الحياة فيها بالرفاهية أو التقدم يراود كثرا، منهم من يحققه، ومنهم من يبقى حلما يراوده. لكن أن يسعى الأجانب أو غير المصريين للحصول على الجنسية المصرية، فهذا ما لم يعتده المصريون ما عدا في الحالات التي تحصل فيها الزوجة غير المصرية على جنسية الزوج المصري، وفي السنوات القليلة الماضية، ربما الزوج غير المصري على جنسية زوجته المصرية.
وعلى الرغم من صدور التعديلات التي أقرتها الحكومة المصرية لإتاحة منح الجنسية المصرية في مقابل شروط مالية واستثمارية، فإن الخطوة لا تزال تثير كثيرا من الجدال واللغط في الشارع المصري وحالة من الشد والجذب بين المصريين.
يشعر البعض بالغيرة على جنسية بلادهم، ويحس البعض الآخر بقلق تجاه من سيحصلون على الجنسية، في حين لم يحسم بعض المصريين موقفهم لأن الموضوع جديد عليهم. ولطالما اعتبر الجميع أن الجنسية المصرية لا تباع ولا تشترى ولا تقدر بمال، وإن من يحصل على الجنسية يتمتع بالحقوق والواجبات كلها وبذلك سيكون مزاحما لهم في حياتهم بمصر. لكن الحكومة المصرية لم تقدم على هذه الخطوة من فراغ، وإنما لتحقيق انتعاش اقتصادي في وقت يعاني الاقتصاد من أزمات حادة كسائر بلدان العالم.