وخُفِّض المبلغ المطلوب دفعه في مقابل شراء عقار مملوك للدولة من 500 ألف دولار عام 2019 إلى 300 ألف دولار، مع إمكان تقسيط المبلغ خلال سنة، ينال خلالها الشاري إقامة سياحية حتى اكتمال تسديد المبلغ. بالنسبة إلى المشاريع الاستثمارية، فبدلا من المساهمة بمبلغ 400 ألف دولار أصبحت المساهمة تساوي 350 ألف دولار، على أن يودع في الخزانة العامة مئة ألف دولار غير قابلة للاسترداد. أما الودائع فبدلا من إيداع 750 ألف دولار لمدة خمس سنوات أو مليون دولار لمدة ثلاث سنوات أصبح المبلغ 500 ألف دولار يُودَع لمدة ثلاث سنوات ثم يُسترَد بعدها بالجنيه المصري بسعر الصرف في ذلك الوقت ومن دون فوائد.
للجم المخاوف، أنشأت الحكومة وحدة لفحص طلبات التجنيس، تتبع رئيس الوزراء، وتضم في عضويتها ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية والاستثمار والتعاون الدولي والجهات الأمنية المعنية، وتتولى الوحدة فحص طلبات التجنيس وبتها بصفة مبدئية خلال ثلاثة أشهر من تاريخ التقدم بطلب الحصول على الجواز المصري وفق ما نشرته الجريدة الرسمية للدولة.
ليست حلا اقتصاديا
بين طموحات الدولة وبطء عودة الاستثمارات الأجنبية والسياحة إلى مصر، تضاربت الآراء والتعليقات والمواقف منذ إعلان منح الجنسية المصرية. ولم يرحب عدد ممن استطلعت "المجلة" آراءهم بالفكرة.
وصف الدكتور فخري الفقي أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مساعد المدير التنفيذي السابق في صندوق النقد الدولي، رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، التعديلات الخاصة لمنح الجنسية المصرية للأجانب بانها ليست الحل لخروج مصر من أزمتها، وقال لـ"المجلة" إن "الحصيلة المستهدفة والمتوقعة لن تؤتي ثمارها كما يأمل بها من وضعوا هذا الاقتراح، لأن الظروف العالمية وتداعياتها على دول كثيرة غير مواتية لجذب الأجانب والعرب للحصول على الجنسية في ظل الأزمة الطاحنة".
وألمح الفقي إلى قوانين بعض الدول العربية التي لا تسمح بازدواج الجنسية، لافتا إلى أن ليس أمام مصر إلا تحسين مناخ الاستثمار لجذب استثمارات عربية وأجنبية مباشرة، فهذا يُعَد البوابة الأوسع والوحيدة للحصول على عشرات المليارات من النقد الأجنبي من خلال الإنتاج والتصنيع بغرض التصدير، إضافة إلى مزيد من التيسير للقطاع الخاص المصري والعربي والأجنبي.
وتوقع الفقي ألا تحدث تعديلات الجنسية أي أثر إيجابي في الوقت الراهن، لان الأجنبي ليست لديه فرصة مغرية في مصر حيث أن الفترة الحالية ليست فترة رواج اقتصادي، داعيا إلى التركيز على القيمة المضافة التي يوفرها الاستثمار الأجنبي. وأشار الفقي إلى أهمية البرنامج الطموح الذي تأخرت الحكومة في عرضه على المستثمرين ويندرج من ضمن برنامجها لطرح ما يزيد على 40 شركة أمام المستثمرين قريبا، بدءا بشركتي "وطنية" و"صافي".
وعارض المحامي الدولي ومستشار رئيس هيئة قناة السويس خالد أبو بكر الفكرة وكتب عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي يقول: "سأظل ضد منح الجنسية في مقابل أموال، ويكفي لأي مستثمر منحه الإقامة الدائمة هو وأسرته". واتفق المهندس مجدي قيصر مع أبو بكر في الرأي، وقال: "لا توجد أي ميزة للجنسية المصرية مغرية للأجانب أو العربي إلا تقييد الحرية".