ثمة ميل عام ينسب الأعمال الدرامية إلى مُخرجيها أكثر من كتابها، بتأثير ربما من تيار سينما المؤلف حيث يكتب المُخرج عمله في أغلب الأحيان من دون الاستعانة بسيناريست، أو بذريعة الاتجاه الذي يرى في المخرج ربّان العمل الفني الأوحد، وهذه نظرة ربما لا تكون خاطئة كليا، لكنها تغفل عن حقيقة أن المسلسلات التي تُعرض على شاشات التلفزة أو عبر المنصات، كما في موسم رمضان هذا العام، قد صار ينهض تأليفها في الكثير من الأحيان على العمل الجماعي، وورش الكتابة التي يُديرها شخص بعينه يتصدر اسمه عناوين العمل، وتتراجع معه أسماء المؤلفين الآخرين.
على الرغم من الاعتراف التام بهذه الحقيقة وتلك، فإن كاتبة هذه السطور اختارت أن تتأمل نقديا عنصر التأليف في عملَين عُرضا في رمضان هذا العام، اتسما بالحد الأدنى من الجودة الفنية، والقدرة على منافسة أعمال من جنسيات أخرى معروضة على المنصات، لكنهما، وهذا هو الأهم، كانا من تأليف فريق من الكاتبات النساء.