تُثار الشكوك بين الفينة والأخرى ومنذ مدة طويلة حول "البترودولار"، وهو مصطلح لتعريف الدولار الأميركي كعملة معتمدة في تداولات النفط، ويُطرَح السؤال هل يستمر باعتباره العملة الأساس لعمليات بيع وشراء النفط ومنتجاته النفطية دولياً؟ كثرت هذه الشكوك في الآونة الأخيرة مع ثبوت نية الصين الجادة في استخدام عملتها "اليوان" للدفع في مقابل مشترياتها من النفط، وفُسّر هذا الموقف ضمن منافسة الصين التجارية للولايات المتحدة، ثم زادت تكهنات وسائل الإعلام الغربية بأن العملة الصينية ستعمل على بدء العد التنازلي لنهاية الدولار، خصوصا بعد إعلان المملكة العربية السعودية قرار الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون في 29 مارس/آذار الماضي.
التشاؤم الحاصل حول مستقبل الدولار الأميركي كعملة أولى في أسواق النفط، ربما يكون مبالغاً فيه لأنه يستند إلى عوامل غير واقعية، منها أن الأنظار تتجه إلى السعودية، كلما طُرحت فكرة نهاية عصر "البترودولار" - ومنذ تسعينات القرن الماضي - كونها الوحيدة القادرة على قيادة هذا التوجه، إلا أن انضمام المملكة إلى منظمة شنغهاي للتعاون كـ"شريك حوار"، هو من باب تعزيز الديبلوماسية السعودية القائمة على توازن علاقاتها مع القوى الدولية المؤثرة سياسياً واقتصادياً. لذلك، فإن الحديث عن اتخاذ المملكة هذا المنحى لا يعكس مكانتها الدولية ودورها الريادي في استقرار أسواق النفط وحماية الاقتصاد العالمي من أي هزّات عنيفة. بالتالي، يندرج هذا الربط ضمن المبالغات غير المنطقية وضمن تهكم الآلة الإعلامية الغربية في تناول مواضيع بهذا الحجم، في سياق محاولات يائسة للاصطياد في الماء العكر.