على وقع الهتافات الغاضبة للقوى المدنية والمستقلة خارج مبنى مجلس النواب وداخل قاعته، مرّر مجلس النواب العراقي في 27 مارس/آذار الماضي تعديلات على قانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات رقم 12 لسنة 2018، في إجراء مثير للجدل، إذ يرى المعارضون أنه يلغي كل المكاسب السياسيّة التي تمخضت عن حراك أكتوبر/تشرين.
وتُعيد التعديلات الجديدة العمل باعتبار كل محافظة من محافظات العراق دائرة انتخابية واحدة، وليست كدوائر متعددة، فضلا عن إعادة العمل بـطريقة حسابية معدَّلة بصيغة عراقية لفرز عدد الأصوات، تُعرف باسم "سانت لاغيه"، نسبة إلى عالم الرياضيات الفرنسي أندريه سانت- لاغيه.
وسيُقسَّم عدد الأصوات التي تحصل عليها الكتلة المرشحة في أكبر دائرة انتخابية، على القاسم الانتخابي 1.7، وليس على الرقم 1، الأمر الذي سيُصعِّب على القوى الناشئة والمستقلة تحديدا الحفاظ على مقاعدها التي حصلت عليها في الدورة البرلمانية الحالية، إذ سيتم اختيار أكبر الأرقام الناتجة عن حاصل القسمة على أرقام فردية (3، 5، 7) لجميع الدوائر الأخرى، وبموجب تلك النتائج سيُحدد عدد المقاعد.
وأثارت تلك الطريقة الحسابية المعقدة حفيظة التيار المدني والمستقل، الذي يراها طريقة ملتوية، لأنها تلغي مفهوم الفائز الذي يحصل على أكثر عدد من الأصوات، والذي أُعتمد في الانتخابات الأخيرة في أكتوبر 2021، كما تلغي الانتخاب الفردي، وهو نظام انتخابي ينتج عنه فوز مرشح واحد.
وبناء على التعديل الجديد، فستكون هناك ثمان عشرة دائرة انتخابية فقط بعدد المحافظات، بدلا من 83 دائرة كما كانت الحال في الانتخابات الأخيرة، وهو ما يعتبره المعارضون بمثابة انتكاسة سياسية وتقويض لفرصهم المستقبلية لصالح الأحزاب السياسية المترسخة.